المعلم الأمي صلى الله عليه وسلم
تعد السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام المعين الذي تستمد منه الأجيال المسلمة زاد مسيرها وأصول بقائها وهي النموذج المثالي الذي ينبغي أن يحذو أفراد المجتمع حذوه . فحياة رجل عظيم كمحمد صلى الله عليه وسلم تأثر به كل من رآه وعايشه، وهام به كل من قرأ سيرته قراءة منصفة أكثر من أن تحصى وقد أثبت التاريخ أن نظرة يسيرة إلى ما كانت عليه البشرية قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى ما آلت إليه بعد رسالته دليل ناطق على عظم هذا المعلم صلوات ربي وسلامه عليه الذي جعله الله شاهداً على الناس أجمعين يقول العالم الأمريكي مايكل هارث : " إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي.. إن هذا الاتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معًا يخوّله أن يعتبر أعظم شخصية ذات تأثير في تاريخ البشرية".
يقول كارليل في حال العرب : ((هم قوم يضربون في الصحراء،لا يُؤبَهُ لهم عدّة قرون،فلما جاءهم النبي العربي،أصبحوا قبلة الأنظار في العلوم والعرفان،وكثروا بعد القلّة،وعزّوا بعد الذلّة،ولم يمض قرن حتى استضاءت أطراف الأرض بعقولهم وعلومهم)) .
لقد استطاع هذا العظيم بمفرده بعد توفيق الله وتأييده له أن يغير مجتمعه من وضع إلى آخر دون الحاجة لتغيير البيئة والأفراد وإنما استطاع أن يغير أفكارهم وتصرفاتهم فكان يتعهد أصحابه فكلما رأى خللاً سده وكلما رأى ضعفاً قوّاه ، فكان لحسَنُ تعامله معهم ورفقه بهم وتقديره لهم بالغ الأثر في قبول رسالته وهذا ما ظهر جليًا لدى أصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، حيث كانوا يترسمونه، ويسيرون على هداه، ويتحرونه في كل أمورهم صغيرها وكبيرها
وبما أن سيرته صلى الله عليه وسلم توقف المسلم على النموذج السليم والأسوة الحسنة في كل شأن من شؤون الحياة فقد ارتأيت أن أجمع في هذا الكتاب بعض الطرق والوسائل التعليمية التي استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء تعليمه لأمته أمر دينهم وما يستقيم به أمرهم واعلم عزيزي القارئ أن ما تُرِك أكثر مما ذُكر وحسبي أني قد جمعت ما إذا وقفت عليه نفعك .