رفاعة الطهطاوي بين العلمانية والإسلام

يتحدى الخطاب الشائع في الأوساط الثقافية والإعلامية الذي يعتبر رِفَاعَةَ الطَّهْطَاوِيّ رائد التنوير، وواضع بذور العَلْمَانِيَّة في البيئة المصرية، وداعية الوَطَنيَّة، وما ارتبط بها من الدَّعْوَة إلى العَامِيَّة، ورائد تحرير المرأة وفق النموذج الغربي، مؤكدًا في هذا الصدد على المرجعية الإِسْلاميَّة التي ينتمي إليها رِفَاعَةُ الطَّهْطَاوِيّ وأنَّ كل هذه الأقوال مجرد دعاوى متهافتة، تفتقر إلى الدليل، وأمر تنوقل بين الباحثين على سبيل التقليد لا أساس له من الصحة.

وقد وضعت الدراسة أيدينا - ارتكازًا على قراءات موضوعية متأنية لما كتبه رِفَاعَة الطَّهْطَاوِيّ أو كُتِبَ عنه - على ظاهرة بحثية مؤسفة تتمثل في تعمد الخلط والتزوير لدى الليبراليين  ودعاة التنوير الغربي، بقراءاتهم للإنتاج الفكري للمفكر – رِفَاعَة الطَّهْطَاوِيّ نموذجًا - وفق مصادرات سابقة، تدفعهم إلى تلمس أدلتها، وإن اقتضى ذلك اجتزاء النصوص، أو انتقاءها أو غض الطرف عن النصوص التي لا توافق توجهاتهم.