المشروع الحضاري بين التصورين الغربي والإسلامي
قراءة في الأصول المعرفية "الإبستملوجية" لكل من التصور الغربي والتصور الإسلامي وصولا إلى المحددات المفاهيمية الخاصة بالإطار "الإديولوجي" وكلا التصورين للمعادلة الحضارية: الإنسان والكون والحياة ومدى تفاعل هذه العناصر الأساسية في إطار كل تصور على حدة.
فكانت الخلاصة من فلسفة "الأنوار" المادية منها والمثالية أن الإنسان العنصر الأساس في المعادلة الحضارية أن يعرف أنه وحيد؛ قذف به في متاهات الكون الذي نشأ بالصدفة، وعليه أن يصغي إلى إملاءات لاهوت العصر العلم المعاصر الذي تحمّل بسذاجة كبيرة مسؤولية كشف لغز وجوده، مما تسبب في اختلال توازنه النفسي والواقعي...
أما التصور الإسلامي ونظرته الشاملة والمتوازنة لعناصر المعادلة الحضارية، فإنه يلتقط الإنسان بأبعاده المختلفة، بعيدا عن النظرة التجزيئية المختلة التي عرفتها المناهج الوضعية. فهو لا يرى الحياة الدنيا منفصلة عن الآخرة، ولا الحاجات المادية بمعزل عن المتطلبات الروحية، بل الكل يسير جنب إلى جنب في تعاضد وتكامل تامين مساهمة في صناعة الحدث الحضاري الإنساني المتوازن.