أبعاد إيمانية الجزء الأول

تتسع مساحات الصواب فى الإسلام بقدر اتساع رحمة الله .. ومن هنا يجب أن تتسع الصدور .. إن صاحب الأمر عز وجل جعل لنا أبوابًا للتوبة بلا حدود وجعل الحساب على النوايا وما تخفى الصدور .. حماية للإنسان من أخيه الإنسان الذى لا يرى منه إلا الظاهر .. ورحمة من الله له ليتوب عبده ولو فى اللحظات الأخيرة من عمره .. وسترًا له فى الحياة الدنيا .. وكرمًا منه جل علاه .. ولست فقيهًا أو مشرعًا حتى أحدد حساب الإنسان للإنسان بموجب شرع الله .. ولكنى أؤمن بأن الحكم بالظاهر لا يؤكد الإيمان ولا ينفى العصيان .. وأن الحساب ليس على فعل يؤُتى .. وليس على ظن يُفترض .. ولكنه بالجهر بالنوايا السيئة .. والإصرار على القصد المحرم .. أقول ذلك للذين يدعون أنهم مكلفون بهداية البشر وحسابهم وعقابهم .. وأن الإسلام برىء من كل هذه الادعاءات التى تنسب للإسلام من مظاهر الحياة المتخلفة .. والإنسان الفج فى هيئته .. الفظ فى سلوكه مع الناس .. المتنطع فى فهمه للدين .. المسلمون ليسوا هؤلاء القتلة اللذين يعبثون بأرواح البشر ويحطمون الرقى والحضارة فى الحياة بحجة الدعوة للإسلام الصحيح .. انظر مإذا فعل هؤلاء الذين يدعون الإسلام زورًا بصورة الإنسان .. فى الأماكن التى يعيثون فيها فساداَ فى الأرض .. الرجل لعنة على نفسه وعلى من حوله .. والمرأة مصيبة نزلت على الأرض لتعكر صفو الحياة وتملؤها قبحًا وسوءًا وظلامًا .. أى دين هذا الذى يدعوه ويعتنقوه ويلصقونه بالإسلام .. إنها لعبة سوء يقوم بها أعداء الإسلام اللذين فشلوا فى القضاء عليه بالحروب .. فأرادوا أن يدفعوهم هم ليقضوا على أنفسهم بالانشقاق أولًا .. ثم يقضون على مفهوم الرسالة المحمدية الخاتمة .. بما يطرحوه من سوء وقتل وتخلف وقبح وتناقض .. الإسلام أعظم رسالة على الأرض .. فهى الرسالة الجامعة لكل الرسالات .. فيها كل تقدم وكل تحضر وكل نبل وكل سمو وكل تفوق وكل إبهار وكل سبق وكل اقتدار بل ووضعت للإعجاز منهجًا لو اتبعناه لاستطعنا صنعه ..