مشكاة المصباح ونور الإيضاح
إن الله سبحانه وتعالى هو الظاهر وهو الباطن وخلق الإنسان وجعل له ظاهراً بجسمه وكل ما فيه من أجهزة وجعل له باطناً بقلبه ونفسه وعقله وروحه وارتضى له هذا الدين العظيم وجعل له كذلك ظاهراً متمثلاً في المناسك والشعائر والمعاملات وغيرها من الأمور الظاهرية التي تدرك بالجسم الظاهر وله باطناً متمثلاً في الإيمان والخشوع والحب واليقين والتوكل ويدرك بالبواطن القلبية والروحية. والناظر في العالم العربي والإسلامي تتضح له مظاهر الإسلام جلية بينما تجد الأزمة أزمةً إيمانية وتظهر ملامحها في سوء الأخلاق وضياع الأمانة وقلة اليقين وغياب الحب والأدب وتذوق الجمال. وبالنظر في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وحال أصحابه تبين أنهم آمنوا أولاً قلبياً وروحياً ثم أسلموا عمليا وشعائرياً فجاءت العبادات والمناسك والمعاملات على الوجه المطلوب حيث خرجت عن إيمان كامن في القلب.وتبين كذلك أن إسلامنا سبق الإيمان فوقع الإهتمام على المظاهر وأُهمل بناءُ الباطن . ومن خلال كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تبين أن الإيمان النور الإلهي له مشكاة ومنبع تم البيان عنها في كتاب الله سبحانه وتعالى فلا وصول للإيمان إلا بالاتصال بمشكاة المصباح ؛ فإلى كل مسلم أهدي هذا الكتاب راجياً من الفتاح العليم الفتح والتوفيق.