تعليم اجدابيا 1917-2017

أنها مدينة اجدابيا التاريخية أساس بناء وطني  ليبيا لأنها وضعت حجر التأسيس المتمثل في حكومة اجدابيا المستقلة التي استمرت بها من عام 1917م إلى عام 1922م، وتزامنت وثائق تلك الحكومة مع ظهور علم الإدارة في العالم، وهذه الإدارة التي قادتها السنوسية تحتاج إلى تعليم من أجل التخطيط، والتخطيط هدفه التنمية، والتنمية أسلوبها التخطيط، وهذا ما انتهجته الطريقة السنوسية في نشر العلم، والمعرفة الدينية، وبداية التعليم فيها، حتى أصبحت السنوسية دين ودولة، وكان عمادها الدين والعلم - العلم يبني بيوتاً لا عماد لها - وهذا ما فعله الجد المؤسس محمد إدريس المهدي السنوسي الذي أسس لنا دولة كانت نجوعاً للبادية، واستفادت البلاد من حكم الإدارة البريطانية، والآباء الذين تعلموا وترعرعوا في أحضان بريطانيا قاموا بإنكار ما تعلموه وورثوها إلى أبنائهم لغرض تجهيلهم، وهذا ما حصل لنا من تجهيل، والجهل يهدم بيت العز والكرم. والجدير بالذكر بأن العلم دون دين من وجهة نظري شلل نصفي، والدين أيضا دون علم يعد شللاً كاملاً، وكما يقول ابن خلدون:   (إذا أردت أن تتحكم في الجاهلين فغلف كل باطل بغلاف ديني) والتاريخ في الظاهر نقل للأحداث أما في الباطن تأمل وتحقق وتعال بنا عزيزي القارئ لنتأمل تاريخ التعليم في مدينة اجدابيا، ونتحقق من كان وراؤه من معلمين، وطلاب، ورجاله الذين صنعوا أجيالاً لهذه المدينة، وهذا الوطن من بداية تأسيسه في اجدابيا كجزء وصولاً إلى تأسيس مملكة ليبيا الدستورية ككل ونكتفي بمن قاد قطاع التعليم بمسمياته المختلفة حتى انتهاء الجماهيرية الليبية الثورية، ونذكر التغيير الذي حصل فيه بعد ثورة التغيير (17) فبراير، التي تحتاج إلى كوادر وطنية على درجة عالية من العلم والدراية بالتركيز على العلم والمعرفة الوطنية ونعتذر لمن سقط من ذاكرة رجال التربية والتعليم المعاصرين لهذه المؤسسات الرسمية، والغير الرسمية، والمدارس العامة، والخاصة.  وقال عنها الأستاذ الفاضل السنوسي الوريدي مدير مكتب التفتيش التربوي بمراقبة التعليم والتربية اجدابيا هي لفتة إلى الماضي، وتعبير وترجمة صادقة لشعور عميق أحس به نحو معلمي وأساتذتي، ولقد وجدت صعوبة في جمع البيانات والمعلومات من قلة المراجع والمصادر، وضياع كثير منها في زوايا النسيان؛ لذا اعتمدت بالأساس على المعلومات التي تحصلت عليها من المعلمين القدامى، وطرقْتُ من خلالهم الباب على السنين الماضية لتسجيل شخصيات تربوية يشهد لهم أطلال مدينتي لما لهم من بصمات واضحة في مسيرة التعليم، وأنا أرصد بعض هذه الشخصيات على سبيل وليس الحصر ليلتمس لي العذر كل معلم أو ابنه أو حفيدة لم يرد اسمه في هذا العمل المتواضع الذي لا أريد منه إلاّ الإشارة إلى شريحة مهمة ساهمت من خلال موقعها في إرساء دعائم مدينتي وبناء شخصيتها يستوجب عليَّ الواجب والعرفان بالجميل أن أشير إليهم فرحمة الله على من أدركته المنية، وأمدّ الله في عمر من كان منهم حيًّا بوافر من الصحة والعافية.