رمضان روضة الطالبين
إن هذا الكتاب (رمضان روضة الصائمين)، والذي قام بتأليفه الأستاذ الدكتور/ أحمد عبد الكريم البسيوني، كتاب له أهمية كبرى، وفائدة عظمى، تعود على الراغب في الخير الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين»، وقد وضح المؤلف هذه الأهمية بذكره الآيات القرآنية، والأحاديث الشريفة، التي تبرز هذه الأهمية، علمًا بأن الجهد المبذول من المؤلف جهد مبارك، غمرته الأمانة العلمية، عمته الفائدة الجليلة، التي يتحقق بها النفع الكثير لجميع المسلمين.
ثم إن منهجية الكتاب امتازت بالدقة والتنظيم، وذلك راجع لفهم المؤلف الدكتور/ أحمد البسيوني، فقد بدأ بالصيام بين القرآن والسنة، ثم وضح فضائل الشهر المبارك، وأنه فرصة لا تعوض، ثم تطرق إلى قيام الليل ذاكرًا النصائح التي تعين المسلم على قيامه، وبين أسرار الاعتكاف، وفضل ليلة القدر، وزكاة الفطر، وكثيرًا من الأحكام الفقهية التي لا غنى للصائم عنها.
وهو في كل هذا يفصل المجمل، ويقيد المطلق، ويخصص العام، ويحقق المراد من كل لفظ مشترك، أو مصطلح أو لفظ غريب، وعلق على كل ما يحتاج إلى تعليق.
والكتاب بهذه المنهجية بكر، لم يطرقه أحد بقلمه، تناوله بأسلوب فقهي من السهل الممتنع، يفهمه المبتدئ، ويستعذبه المتبحر في الفقه، فهو حين يستدل بالآيات القرآنية يوضح جهة الدلالةمنها، وكأنه مفسر أصيل، وحين يستدل بالحديث أو الأثر يبين جهة الدلالة، ويدور حول النص سندًا ومتنًا واستنباطًا.
ويدرك بثاقبة بصره كيف أخذ كل فقيه دليله من النص برؤية لا تخرج عن النص، وإنما تدل على التعمق في فهم مراميه، ودل ذلك على استقصاء المؤلف لكثير من المراجع الأصلية التي تناولها الدكتور/ أحمد البسيوني في كتابه «رمضان روضة الصائمين».
كما أن المؤلف كان أمينًا في النقل ينسب كل قول إلى صاحبه، ويوثق من عدة مراجع أصلية، تدل على الجهد الذي بذله المؤلف في إخراج كتابه بهذه الصورة المرضية والطيبة الحسنة الممتازة، التي يتحقق بها النفع الكثير لجميع المسلمين.