تاريخ أسرة يوان المغولية في الصين + كتالوج ألوان
تعد الحضارة الصينية واحدة من أوفر الحضارات اسهاماً في تقدم البشرية علي مر التاريخ,فقد أفاضت حضارتها علي الدنيا فيضا متصلاً من الابتكارات والصناعات التي أذهلت العالم كله وانتقلت بفضل العلاقات إلي كلاً من الشرق الإسلامي والغرب الأوربي علي مدي عدة قرون متصلة .
فصارت أسرة يوان التي أسسها قوبلاي (حفيد جنكيزخان) أول أسرة مغولية حاكمة (من أصول غير صينية) تعتلي عرش الإمبراطورية الصينية فحكمت الصين في الفترة من سنة (670-770هـ/1271-1368م) وكانت كذلك بمثابة الخانية العظمي لجميع دول المغول الأربعة التي قامت في الشرق .
عنيت الدراسة برسم صورة واضحة عن سياسة أسرة يوان الداخلية والخارجية من خلال التركيز علي مشروعات قوبلاي التوسعية في كلاً من جنوب الصين وكوريا واليابان وجزر جنوب شرق آسيا ، وكذلك توضيح العلاقات الدبلوماسية بينهم وبين الدولة الإيلخانية في فارس وأوربا والهند وهو الدور الذي قام به كلاً ًمن السفراءالمبعوثين ورجال الدين والرحالة .
فقد ساهم قوبلاى فى تأسيس كيان سياسى وحضارى متطور لدولته الجديدة فى الصين مستعيناً بالخبرات والثقافات الصينية مع الحفاظ على التقاليد والقواعد المغولية الصارمة وكذلك الحفاظ على الروح القتالية وحركة التوسعات ولكن توسعاته لم تأخذ الشكل الدموى الذى اتخذته توسعات جده جنكيزخان لذا استحق قوبلاى عن حق لقب أعظم قاآنات المغول العظام بعد جنكيزخان الذى أعاد بناء الامبراطورية المغولية وبرغم استمرار حكم الأسرة من بعد قوبلاى ما يقرب من 74 عام إلا أن خلفاءه من أباطرة يوان لم يكونوا على نفس القدر من الحنكة والكفاءة فبدأت الأسرة فى عهدهم تأخذ طريقها إلى الإنهيار ، ولكن برغم ذلك فقد تركت أسرة يوان للصين تراثاً ثقافيا وحضارياً عظيماً لما ساهم به المغول من خلال علاقاتهم مع الشرق الإسلامى فساهم ذلك فى تبادل الكثير من التأثيرات الثقافية والفنية بالإضافة إلى التبادلات الإقتصادية والإجتماعية.
وأخيرا استمر الحكم المغولي لأسرة يوان في الصين قرابة قرن من الزمن، استطاعت خلاله هذه الأسرة برغم ما لها وما عليها أن تضع بصمة واضحة في تاريخ الصين السياسي والحضاري من خلال إسهاماتهم السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.