معجم المصطلحات الآثارية بالنصوص القرآنية دراسة في تفسيرودلالات المصطلح
يعتبر القرآن الكريم هو المرجع والإيحاء الأول للفن الإسلامي بل هو أكبر رصيد فني يملكه المسلمون بل أكبر رصيد تملكه البشرية كلها حين تفتح بصيرتها وتتلقى وحيه بحس مرهف مفتوح.
فالقرآن الكريم يعرض تصوراً شاملاً للكون والحياة والإنسان. كما أنه دستور كامل لأي منهج فني يريد أن يعبر عن الحياة بتصور إسلامي، حيث عزرت التعاليم والمبادئ والتقاليد الإسلامية هوية الفن الإسلامي ووطدت شخصيته، فكما أن مضمون الكتاب وصياغته يتفاعلان معًا كي يشكلا جمال بلاغة القرآن الكريم. كذلك أن المصطلحات الآثارية الواردة بالنصوص القرآنية ومعانيها ومفاهيمها تفاعلت هي الأخرى كي تؤلف الشكل المبدع للفن الإسلامي بل صارت نقطة التحول الرمزي من الكلمة إلى الصورة أو إلى الواقع المعماري المنشئ بتشكيلاته المعمارية والجمالية المنوعة، ذلك على الرغم من اختلاف العادات واللغات والحضارات في العالم الذي دان بالإسلام من الصين شرقًا إلى الأطلسي غربًا.
بل أضاف هذا الاختلاف تنوعًا في الإبداع وذلك لأن دلالة الكلمة التي وردت في سياق النص القرآني حملت معاني وظواهر متباينة، بالإضافة إلى أنه على الرغم من أن القرآن الكريم نزل بألفاظ العرب ولغتهم، ومع هذا فقد انزاحت كثير من دلالات الألفاظ عن مدلولاتها واكتسبت بلباس شرعي مفترق عن هيئة اللباس اللغوي الأول، حيث نقل الشرع الحنيف هذه الدلالات وزاد عليها أوصافًا وشرائع، فأصبح لها دلالاتها الشرعية والفقهية والوظيفية والإنشائية المتباينة وهذا ما ترنو إليه هذه الدراسة التي تقوم على استنباط دلالات المصطلحات الواردة بالنصوص القرآنية بعد عرض تفاسيرها ومعانيها المختلفة.