التاريخ والأسطورة في مسرح سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي

كانت بدايات الدراما المسرحية عند الإغريق تعتمد على المصادر التاريخية الأسطورية، حتى أن ارسطو حدد المصادر بالأساطير أو التاريخ، حيث كانت مسرحية الفرس لأيسخيليوس هى أول عمل مسرحى مصدره التاريخ.

وقد استمر ذلك المصدر فيما بعد خاصة فى عصر النهضة فى فرنسا وكذلك فى عصر شكسبير.

وفى المسرح العربى كان التاريخ والأساطير والمصادر الشعبية خاصة السير الشعبية من أهم مصادر المسرح العربى. وكان التاريخ والمصادر الشعبية وسيلة للاسقاط على الواقع وإعادة تفسيره،بما يعنى تفجير التاريخ للوصول إلى رؤية جديدة تفيد الحاضرو تنمى الحس الوطنى.

ولعل سلطان القاسمى حاكم إمارة الشارقة هو واحد من هذا الجيل الذى درس فى مصر وتأثر بالافكار الوطنية والقومية العربية، فقد عاش القاسمى فترة دراسته بكلية الزراعة فى القاهرة، فى فترة شهدت ازدهار فكرة القومية العربية، ودعوات التأصيل والهوية، وعاصر المفكرين والسياسيين والمثقفين، فنمت داخله حب العرب وقوميتهم، ورفض المد الثقافى الاستعمارى، ولذلك عندما اتيحت له الفرصة للكتابة والاهتمام بالمسرح جاء مسرحه يستمد مادته من التراث سواء التاريخى أو الشعبى أوالدينى. وفترات خاصة بالقومية العربية وتاريخ انتصاراتها وسقوطها، واضعاً نصب عينيه استقراء التاريخ، فى محاولة لتأصيل المسرح العربى وتحديد هوية عربية له تميزه، ومستفيداً من محاولات ودعوات التأصيل السابقة فى الوطن العربى، ودون إصدار بيانات تحدد مسرح القاسمى جاءت معظم مسرحياته مستمدة من التاريخ وذات علاقة بالشكل الشعبى.