الاتجاه الإسلامي في شعر المرأة المصرية في العصر الحديث
الكتاب دراسة نقدية مستقلة، تتناول موضوعا له أهميته ومكانته: الاتجاه الإسلامى فى شعر المرأة المصرية فى العصر الحديث، قراءة وتأملا ورصدا وتحليلا فنيا، هذا الاتجاه الذى لم تلتفت إليه كثيرا الأبحاث والدراسات النقدية المتنوعة، ولم تفرد له دراسة مستقلة، وظل الحديث عن إبداع الشاعرة المصرية - بل والعربية منحصرا فى دائرة ضيقة لا تعبر عن رؤيته الواسعة أو مضمونه واتجاهه وأدواته التشكيلية المتنوعة، وإذا تأملنا تراثنا الشعرى، سنجد أن المرأة الشاعرة قد أسهمت منذ فجر الإسلام فى الدفاع عنه ونشر مبادئه وقيمه، وظلت تستمد من هذه القيم والمبادئ زادا قوياً تدافع به عن قضايا دينها وأمتها. ولا شك فى أن الشعر الإسلامي هو استجابة صادقة للعاطفة الدينية التى تحيا دائما في النفس الإنسانية الشفافة الرقيقة، وتنضم المرأة المصرية، بنبضاتها الشعرية الصادقة وريشتها الرقيقة إلى صفوف المجاهدين بالكلمة من أجل العقيدة وإعلاء كلمة الله. ولقد قام الشعر الإسلامي في عصرنا الحديث بدور فعال ومؤثر في مواجهة رياح التغريب التي أرادت أن تضعف هويتنا الإسلامية. وتشارك الشاعرة المصرية في الشعر الإسلامي لتعلن عن وجودها ودفاعها عن دينها وأمتها, وقد ظل الشعر الإسلامي للشاعرة المصرية يخطو خطواته الأولى، ويواكب سنة التطور والتجديد، فيأتي نتاج الشاعرات المعاصرات نبعاً ثراً بأنسام الشعر الإسلامي فتتسع موضوعاته وقضاياه، وفنونه، وصوره، ودلالته. والشاعرة المصرية لا ينحصر إبداعها على القصائد المتفرقة فحسب، لكنها تفرد - أيضا - بعض الدواوين لشعرها الإسلامى. ومن الأهمية بمكان أن أشير إلى النتاج الإسلامي الذي أبدعنه شواعر الأقاليم، اللائى لم يجدن اهتماما نقديا يتفق مع ابداعهن الفني الراقي.. إن هذه الدراسة المستقلة تطرح العديد من التساؤلات والإشكاليات المهمة منها: لماذا يظل النتاج الإسلامى فى دائرة الظل لنتبين ملامحه بصعوبة فى تلك الشذرات النقدية التى نشرت هنا أوهناك، ولماذا ينحصر الحديث عن إسهام الشاعرة المصرية بل والعربية فى دائرة الشعر الرومانسى فحسب – غالبا - ولم يظل صوت المرأة الشاعرة فى أقاليم مصر خافتا تحجبه السحب، بينما لو ازيحت عنه الغيوم لملأ الآفاق سحرا وإبداعا، وبخاصة أن هناك سمتا عاما نراه كثيرا فى الدراسات والأبحاث وهو إلقاء الضوء على الأعلام فى كل مجال وعصر فحسب، كذلك هذه الدراسة، تتناول تأثير التيارات الشعرية المختلفة فى هذا النتاج. وتؤكد على أهمية الشعر الإسلامى برؤيته الواسعة غير الضيقة أو المنحصرة فى دلالة بعينها، لاسيما أن الحس الدينى نبت راسخ فى النفس الإنسانية، والاتجاه الإسلامى فيض حى ونبع متدفق يعبر عنه الشعراء بتلقائية وعفوية وصدق وهو ما ينعكس بوضوح فى نتاج الشاعرة المصرية. ومن ثم كانت هذه الدراسة والتي أحسبها تقدم طرحا جديدا، بل وتضيء قنديلا لم يلتفت إليه الكثير برغم وجوده وتألقه، وكان من أهم ما قدمته الدراسة، الإطلالة الموضوعية، والتناول الفنى بما فيه من دلالات التعبير والتصوير وبما تضمنته هذه التجربة الشعرية الفياضة التى تستحق ان نتوقف عندها، وأن نستمع ونستمتع بقلوبنا وعقولنا إلى أصوات شعرية صادقة عبرت عن عاطفتها الدينية، وأبدعت وحلقت فى سماء هذا العالم الرحب الفسيح، وزرعت نبتا طيبا طاهرا فى روضته الغناء التى جمعت قطوفها وأزهارها – قدر طاقتى - فى هذه الباقة، وتلك الدراسة المستقلة وموضوعها: الاتجاه الإسلامى فى شعر المرأة المصرية فى العصر الحديث.