لغة النبات في الشعر الجاهلي (أصحاب المعلقات نموذجًا)
أصله بحث أكاديمي جامعي، يقدم للقارئ العربي موضوعا هو من الطرافة بحيث بين كيف كان يمشج الشاعر العربي النبات بالشعر، وكيف ظل يستثمره مطية للصور الفنية بجميع مكوناتها. فقد كانت صنوف النبات خير مسعِف للتعبير عن أحاسيس الفنان، وأقوى كاشف عن مكامنه الإنسانية؛ بالرمز مرة، وبالكناية تارة، وبالمجاز طورا...
والمؤلَّف إنما يفضي بنا إلى جواهر المعاني انطلاقا من استعمالات القيم النباتية المتباينة، مبددا أوهاما لطالما لاحقت نقادا. ذلك بأنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء الغوص على حقائق أغراضه، فراحوا ينعتون كل نبات استوقفهم في شعر أو نثر بالقول: "هذا نوع من النبات". وإذا هي نظرة لم تستوف هذا المظهر الطبيعي حقه بمثل ما فعلت بالغيث الذي يرتبط بالنبات ارتباط العلة بالمعلول، أو كما فعلت بالأطلال والحيوان، وما كانت عليه من فصل بينهما.
يوضح هذا التأليف معالم المهامه اللغوية، ويرصف صوى المهايع في باب ربط النبات بالشعر، خاصة الجاهلي منه في ثنايا دواوين أصحاب المعلقات.
قام العمل على التعريف المعجمي المتخصص، متبنيا إحصاءات لاستنتاج أحكام نقدية غير مسبوقة. وإذا هذا كتاب نحسبه متفردا في بابه يزجي خير الصور الشعرية النباتية؛ وبالله التوفيق.