الماسونية والفتنة الطائفية في جزيرة العرب

تتلخص أصول الماسونية وعلاقتها ببعض المنظمات والجماعات والأيدیولوجیات، ویظهر من الخطط والمؤامرات كیف تكونت الماسونیة انطلاقا من مجموعة معتقدات وثنية قدیمة كانت لدى الفراعنة والبابلیین والإغريق وغیرهم مرورًا بالكابالا ثم الغنوصیة ثم فرسان الهیكل أو المعبد ثم حركة الصلیب الوردي وانتهاء بالمتنورین، هدفها السيطرة على العالم، وتظهر الأبحاث بوضوح أن الماسونیة هي المسؤولة عن ظهور حركة العصر الجدید وهي أیضا التي اخترعت الشیوعیة. ومن جهة أخرى یتضح أن ارتباط النخبة السیاسیة والاقتصادیة التي تسیطر على العالم بالماسونیة. وقد تشبهت بها الحركة الباطنية في وسط أسيا إبان أواخر العصر العباسي والدولة الفاطمية في مصر والشام، وأخذ الحسن بن الصباح ينشر لدولته سرًّا من قلعة الموت مركز دولته، ويضع في كل الدول المجاورة أتباعاّ له ليكونوا عيونا له، لتحقيق مصالحه ولنشر دعوته سرًّا، ليسيطر على مقدرات الدويلات الإسلامية المجاورة، وكان أتباعه يقومون ببث الفتن بين الملوك والأمراء وكان أكثرهم من الجواري الحسناوات، وكان أحد الأسباب في هزيمة الفاطميين في الشام وجعل الحملات الصليبية تستولي على بلاد الشام وبيت المقدس.

ومما لا يجوز الجهل به أن الماسونيين الآن هم المسيطرون على كثير من بقاع الأرض بعضهم ظاهرين وأكثرهم مستترين غزوا عدة جوانب وخصوصا الجوانب الثقافية ذات الأثر الفعَّال في توجيه الشعوب فكم لها من ضحايا خدعوا بها وبعضهم دخلها ليسبر عوارها لكنه لم يستطع الخروج منها ولا يخفى على القارئ الكريم أن الماسونية قد هتك سترها كثير من العلماء وبينوا زيفها وضلالها بعد ذلك الخفاء الطويل ومع ذلك فهي لا زالت في حكم المجهول لدقة سريتها وتنظيماتها المحكمة الغائصة في الكتمان والسرية. 

لذا كان هذا الكتاب.