الأمن القومي العربي والبعد الاستراتيجي

هذا الكتاب ... يتكلم عن الأمن القومي العربي وسُبل تعزيزه  , نجد أن  الدول العربية في قممها المتعددة, قد قامت على مستوى العلاقات الثنائية ببحث ملف الأمن القومي العربي ، وما يواجهه من تحديات وتهديدات ، والتي تزداد عاماً بعد عام، حتى وصلت ذروتها كما لم تصل إليها من قبل في 2003 -- 2015 , الأمن القومي العربي بمعناه الشامل الذي خلصت إليه في ثوراتها, مجموعة عمل من الخبراء والمتخصصين تنفيذا لقرار اجتماع الجامعة العربية على مستوى القمة رقم 336 بشأن الأمن القومي العربي المنعقد في القاهرة 18 ـ 19 يوليو 2007 إلى اقتراح التحديد التالي لمفهوم الأمن القومي العربي  , حيث انصرف إلى قدرة الدول العربية مجتمعة كليا أو جزئيا على الدفاع عن نفسها وحقوقها وصيانة استقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها وتقوية ودعم هذه القدرات  بتنمية الإمكانات العربية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية والتقنية استنادا للخصائص الجيوسياسية والسياسية والحضارية التي تتمتع بها أخذا بالاعتبار الاحتياجات الأمنية الوطنية لِكُلّ دولة والإمكانات المتاحة والمتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية التي تؤثر على الأمن القومي العربي الذي يعتبر الركن الأساسي في الأمن الإقليمي وفي استقرار المنطقة , ومؤخرا قد تغير مفهوم "الأمن القومي"  فهو يعني أشياء مختلفة لأشخاص مختلفين, فكان  تقليدياً من قبل, و كان يتم تعريف الأمن القومي على أنه الحماية من الهجوم الخارجي،  أو من عدو يريد أن يحتل أو يستعمر  أو جوار يريد أن يقتطع جزء من الأرض , وبالتالي فقد تم النظر إليه بشكل أساسي على أنه يعني دفاعات عسكرية في مواجهة تهديدات عسكرية,  وقد ثبت أن هذه الرؤية ضيقة جيداً جدا، وإنها قصيرة النظر  , وإتضح مؤخراً أن الأمن القومي يتضمن ما هو أكثر من تجهيز قوات مسلحة واستخدامها. وقد تكلم كثير ممن تخصصوا في هذا المجال أمثال  تريجر وكرننبرج  فهم يعرفون الأمن القومي بأنه "ذلك الجزء من سياسة الحكومة الذي يستهدف خلق الظروف المواتية لحماية القيم الحيوية", وكذلك  يعرفه هنري كيسنجر بأنه يعني "أية تصرفات يسعى المجتمع – عن طريقها – إلى حفظ حقه في البقاء , أما روبرت ماكنمارا فيرى أن "الأمن هو التنمية، وبدون تنمية لا يمكن أن يوجد أمن، والدول التي لا تنمو في الواقع، لا يمكن ببساطة أن تظل آمنة .