الديمقراطية والدولة الحديثة

في العقد الأخير من القرن العشرين شهد العالم تغيرا كبيرا في عدد من البلدان النامية وتحول نظم سياسية الي الديمقراطية وذلك علي إثر انهيار الأتحاد السوفيتى عام 1991م وكانت موجة من الديمقراطية (الموجة الثالثة كما قال عنها هنتنجتون) التى بدأت ببطء في أواخر عام 1970م مع التحولات في اسبانيا واليونان  والبرتغال وتوسعها لتشمل العديد من بلدان أمريكا اللاتينية في عام 1980م حتى وصلت إلي أوج زخمهاً في عام 1991م تجتاح أوروبا الشرقية والإتحاد السوفيتى السابق وأجزاء من افريقيا وأسيا . نتيجة لهذا التحول.أصبحت أمريكا وغيرها من الديمقراطيات الراسخة جعل تعزيز الديمقراطية واحداً من أهداف سياسيها الخارجية . كما أنها بدأت تمويل برامج واسعة النطاق لدعم التغيير الديمقراطى نظراً لوجود عدد غير قليل من البلدان في جميع انحاء العالم تعانى من ضغوط كبيرة جراء هذا التغيير. هناك رأي  بأن الدولة عبارة عن منظمة تسعى لتحقيق أهداف محددة لمصلحة الجماعة؛ و يقول الرأي الثاني بأن الدولة عبارة عن جمعية ضمن الجمعيات الأخرى تؤدي عملها وفقاً لأحكام القانون الذي وضع من قبل الحكومة صاحبة السلطة والتي تستطيع عن خلالها، أي السلطة ،إرساء دعائم النظام في المجتمع؛ و يرى الرأي الثالث بأن الدولة مؤسسة، وتتفرع عنها مؤسسات أخرى أقل منها شأناً كالحكومة،والأحزاب.فالدولةعند (هيجل) هي تجسيد لأسمى فكرة أخلاقية برجوازية، وعند ماكس فيبر هي التنظيم الذي يحتكر الاستخدام المشروع للعنف في رقعة جغرافية معينة. و من يرجع التعدد والتنوع في تعريف الدولة عند الآخرين إلى وجود الاتجاهات والميادين المعرفية والعلمية التي تشكل الدولة أحد مواضيعها الرئيسة، كعلم الاجتماع السياسي، وعلم السياسة، والقانون، وغيرها من العلوم التي تجمع رغم كل شيء على أن الدولة في عصرنا الحالي أصبحت مهمة إلى درجة لا يمكننا الاستغناءعنها.أعْتبرت الأحزاب السياسية أساسية في تنظيم السلطة التشريعية وبروز شخصيات سياسية وتسهيل المشاركة العامة بطرق تسمح بإرساء اٍدارة الحكم الفعالة في المجتمع . وتواجه الأنظمة السياسية الحديثة مشكلة بارزة   و مستدامة , تكمن في التأكد من أن كافة الفئات الاثنية والدينية والاجتماعية والإقتصادية  في المجتمع  تتمتع  بفرص  متكافئة   للمشاركة   في  العمليات   السياسية التي تؤثر عليها  مباشرةً . وفي الديمقراطيات التمثيلية تعتبر الأحزاب السياسية  اللاعب الأساسي  داخل  اٍطار  الحكومة  المؤسساتي  فهي تضفى  الشرعية  على  النظام  السياسي  من  خلال  تمثيل  المجتمعات الاٍجتماعية  المختلفة  واٍتخاذ  قرارات  سياسية  قوية  ومقبولة   وقداختلفت وتعددت التعريفات للأحزاب السياسية باٍختلاف وتنوع الأيديولوجيات والفلاسفة والمفكرين الذين تناولوا هذا الموضوع بالبحث والتحليل. فهناك من ركز على أهمية الأيديولوجية  حيث رأى اٍن الحزب هو اٍجتماع عدد من الناس يعتقدون العقيدة السياسية  نفسها , ورأى  آخرون  أن  الأحزاب تعبير  سياسي عن الطبقات  الاجتماعية , و  هناك  من  رأى  أنها  جمعيات هدفها العمل  السياسي العام , وآخر  رأى أنها  تكتل  المواطنين حول ذات النظام ويقصد بالحزب السياسي بصفة إجمالية: جماعة متحدة من الأفراد  تعمل بمختلف الوسائل الديمقراطية  للفوز بالحكم بقصد تنفيذ برنامج سياسي معين  , ويشتمل هذا البرنامج علي أغراض اجتماعية وإقتصادية وما إليها  . وقد يكون برنامجا مفصلا و قد يكتفي  فيه بوضع الخطوط العامة0وإذا كانت النظم السياسية , هي درب من  دروب المعرفة الإنسانية  , ويتساءل محبو المعرفة  عن مصطلح النظم السياسية ومكنونها وماهية التعبير ؟  مع أن هذا المصطلح كان يستعمل في وقت قريب , بقصد دراسة أنظمة الحكم لدولة ما  في الجماعات السياسية  , وهي كيفية ممارسة السلطة السياسية في تلك الدولة , كما ينظمها القانون القائم في هذه الدولة وذلك عن طريق الأحزاب السياسية , وقد اعطي الدستور هذه الأحزاب في ممارسة السلطة إلا أن هناك جماعات الضغط والتأثير والمنظمات الأجتماعية والرأي العام , وكثير من المؤسسات التي تؤثر بطرق متعددة في إتخاذ القرار السياسي.