حديث القمر

بين دفتى هذا الكتاب يقبع ديوانى الثانى الذى أودعت فيه عدداً من قصائدى التى تلمس واقعنا الذى تعيش فيه بحلوه ومره

والتى تُعَد ثمرة تجاربى التى مررت بها على مدى سنين عمرى 

وهذا الديوان هو جزء لايتجزأ من ذاتى وتكوينى فهو يعبر عما يجيش فى صدرى من أحاسيس ومشاعر وكذلك فهو يمثل جزء من نظرتى الفلسفية فى الحياة

 فكل مايمر بى من مواقف وكل شئ يتراءى لى أمام عينى هو مادة صالحة لكى تصبح شعرا فالشعر هو الذى يحطم جدار الصمت ويسبر أغوار النفس ويحلق بنا فى سماء الخيال فيجعل الأمانى المستحيلة  واقعاً نملكه  بين راحتينا ويبدل أحزاننا أفراحاً ويجعلنا  نعيش فى عالم مغزول بالحب  والرحمة والمودة 

وكلما امتلك الشاعر أدواته كلما استطاع أن يترجم كل حدث يلاقيه إلى قصائد شعرية

فالكلمة الشعريه وبما لها من جرس موسيقى إذا مارددناها على الشفهاه سرعان ما تغشى القلوب والعقول ويكون لها وقع السحر فى النفوس

وكلما حاولت أن أتعمق فى أى من الأحداث التى تمر بى أو أحاول أن أكشف سر لغز من ألغاز الحياة وكلما حاولت أن أعبر عن مشاعرى بصدق ..أسرع إلى كلماتى  فأصوغ منها قصائدى التى تعد هى وسيلتى الفضلى للتواصل مع الآخر فالكلمات إذا ما سطرتها على الأوراق  أجدها تنبض بالصدق دون زيف ولا مواربة حتى تصل سريعا إلى ذهن المتلقى

 وكل من يتصفح هذا الديوان سيلمس بصورة واضحة أن الكلمة هى رفيقة دربى فى هذه الحياة  وأن الكتاب هو خير صديق فبدونهما لا أملك من أمرى شيئا 

وفى هذا الديوان رسمت شكل وجدانى منذ نعومة أظفارى وعلى مدى سنين عمرى ..رسمت صبايا وأحلامى ......لوَّنت مياهَ النيل بأطياف الحب والجمال أجريت حوارات مع من لاأملك أن أحاوره على الأطلاق فخيال الشاعر لا يمكن كبح جماحه  ولا  يستطيع أحد أن يقيده

وفى ختام هذه السطور لا أملك سوى أن أعبر عن مدى غبطتى وسعادتى لإتمام كتابة هذا الديوان الذى أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يحوز ولو على قدريسير من تقدير قارئه والله الموفق