موسوعة رجالات وأعلام (طبعة حديثة - المملكة العربية السعودية)

يسعدني ويشرفني أن أقدم للقارئ العربي العزيز هذا المصنف الموسوعي الذي أسميته "رجالات وأعلام" بادئاً بهذا المجلَّد الأول عن المملكة العربية السعودية يتلوه قريبًا إن شاء الله مجلَّد ثاني عن المملكة أيضاً، وبعدهما مجلد ثالث عن دولة الكويت، ثم مجلد رابع عن دولة الإمارات، ثم خامس عن دولة قطر، ونتمنى أن يوفقنا الله لإنجاز هذه المجلدات في عامي 1434هـ و1435هـ.

كما نأمل أن نكمل هذه الموسوعة بمجلد سادس ثم سابع عن باقي دول مجلس التعاون الخليجي: مملكة البحرين وسلطنة عُمان في عام 1436هـ بحول الله تعالى.

وإن الهدف الأسمى من هذه الموسوعة هو العمل على التعارف ما بين رجالات وأعلام في المملكة العربية السعودية وما بين إخوانهم في دول مجلس التعاون الخليجي الذي هو رمز للتكتل والوحدة والترابط في الوطن العربي والذي نتمنى من المولى عز وجل أن يشمل هذا الترابط جميع أقطارنا العربية من المحيط الأطلنطي إلى الخليج العربي.

وكما قلنا سابقًا في مقدمات مصنفاتنا المنشورة في مصر والمملكة العربية السعودية نعيدها أيضاً في مقدمتنا هذه ونقول إن التعارف هو حجر الأساس للتآلف والمحبة وثمرة ذلك في النهاية هو الإخاء والتضامن والوحدة في شتى الميادين لهذه الأمة العربية الواحدة التي نريد لها جميعاً العزة والقوة في عالم لا يحترم إلا الأقوياء.. نعم الأقوياء في كل شيء، ونحن نملك مقدرات عظيمة تجعلنا القوة الرابعة في كوكب الأرض إذا توحدنا واعتصمنا بحبل الله ولم نتفرق كما أمرنا الله عز وجل في كتابه العزيز.. هذه أمنية لكل العرب يجب أن تتحقق بحول الله تعالى في هذا القرن الواحد والعشرين الميلادي- الخامس عشر الهجري.

ليس على الله ببعيد فهو سبحانه يعز من يشاء، ولا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.. فإلى الأمام دائماً لنتغير للأحسن والأفضل حتماً لنحقق لأنفسنا العزة والقوة التي أرادها الله لنا بعد أن اصطفى منا نحن العرب رسوله وخاتم أنبيائه هادي البشرية جمعاء، وقد وصفنا عز وجل في كتابه العزيز بخير أمة من بني آدم على وجه الأرض حيث قال تعالى: "وكنتم خير أمة أخرجت للناس" صدق الله العظيم.

فليرفع كلٌ منَّا رأسه دائماً ولا ينحني إلا للواحد القهار ويحمد الله على نعمة الإسلام ويفخر بعروبته، وكفى بأن خير البشر المبعوث رحمة للعالمين من الثقلين (الإنس والجن) قد اصطفاه الله من العرب (صلى الله عليه وسلم) رغم وجود إمبراطوريات عظيمة في عصره فقد هُزمت أمام العرب ودكت حصونها بفضل من الله ثم بفضله وفضل الدين القويم الذي أُرسل به للناس أجمعين.

فلا يغرنكم بهذا العصر هذه الدول العظمى التي تتربص بالأمة العربية مستغلة تفرقها؛ تريد تمزيقها وإضعافها والنيل منها.. فوالله ما تستطيع أبداً لأنها ليست على حق ولا هدى. 

وكما تلاشت إمبراطوريات ودول على مدار أربعة عشر قرناً وبقيت أمتنا متماسكة- رغم ما مر بها من أهوال وشدائد وفتن ومحن- ستذهب هذه الدول المتغطرسة ويمزقها الله ويبددها ولا تقوم الساعة إلا وراية العرب والإسلام ظاهرة على العالم إن شاء الله تعالى وهذا ما بشرنا به الحبيب المصطفى في آخر الزمان لهذه الدنيا.

وهنا في بداية انطلاقة هذه الموسوعة أخص بالشكر والعرفان كل من أيدني وشجعني من أبناء المملكة العربية السعودية وهم كثر وأذكر على سبيل المثال لا الحصر أخي المكرم الشريف أحمد بن محمد السمهودي الحسني عميد السماهدة الحسنيين في المملكة، والأخ الفاضل الشريف يوسف بن حمزة البوق الإدريسي الحسني عميد آل البوق والطوال بالمملكة، وكذلك أخي المحترم والعزيز الشريف إسماعيل بن عبدالرحمن أبو هاشم الحسيني، وهذا في بداية انطلاقتي –كما تعودت- من منطقة تبوك لتجميع مادة هذا الكتاب في صيف 1432هـ، وحقاً كانوا عوناً لي كما عهدتهم دائماً في كتبي السابقة على رأسها كتاب (سكان منطقة تبوك) فجزاهم الله خيراً عني وعن بلادهم الكريمة (المملكة العربية السعودية).

كما أتقدم بالشكر والثناء لأخي المكرم سعيد القبع من قبيلة العلوات بالمدينة المنورة على ما قدمه من تشجيع لإنجاز هذا المجلد فجزاه الله خيرًا.

وهنا ألفت نظر القارئ الكريم أن ما ذكرت ترجمته في هذا المجلد الأول وكذلك المجلَّد الثاني- تحت الطبع-  عن المملكة العربية السعودية سواء ما كان منهم متوفين أو أحياء على قيد الحياة ما هم إلا رموز فقط عن المملكة لأن المملكة العربية السعودية بها عدة آلاف من الأعلام والرجالات البارزين الذين لهم دور هام في خدمة وطنهم في شتى المجالات، ولا يستطيع مؤرخ أو مؤلف أن يستوعب هذا الكم الهائل من الناس في كتاب ولا موسوعة مهما بلغ شأنه ومهما بلغت إمكانياته.

ولكن على أية حال نقول هنا إن هذه الطبعة هي مجرد بداية في هذه السنة الهجرية 1433هـ/الموافقة للسنة الميلادية 2012م نخرج رموزاً في المجلدين الأول والثاني عن المملكة العربية السعودية في حدود ألف ومائتين شخصية ونترك المجال بعد ذلك للطبعات القادمة التي ستكون متقاربة ومتجددة ومنقَّحة باستمرار بفضل الله ثم بفضل التقنية الحديثة التي توصل لها الأخ الصديق حسن الشريف صاحب دار الحكمة للنشر بالقاهرة من إمكانية تحديث وتعديل الموسوعة بأي مجلَّد بصفة سريعة وميسورة وقتما تطلب ذلك منا.