اثار وفنون مصر القديمة  

اتسمت الحضارة المصرية القديمة بالتكاملية، إذ يصعب دراسة أحد عناصرها دون دراسة باقى العناصر الأخرى، فالفن ليس بمعزل عن العمارة، والحياة الاجتماعية ليست بمعزل عن الحياة الدينية والسياسية .. ولكى تعى الحضارة المصرية القديمة؛ لابد وأن تنظر إليها نظرة شاملة.

كان الفن أحد أهم عناصر الحضارة المصرية القديمة، إذحاول المصرى القديم من خلاله رسم الواقع بأسلوب خاص به، فسجل كل إنجازاته وفلسفته وحياته بالكلمة والصورة، مدفوعًا لذلك باعتقاده الراسخ بعقيدة الموت الذي يتلوه البعثوالخلود.

ولقد ارتبطت الفنون المصرية القديمة، مثل النحت والرسم والنقش، ارتباطا وثيقا بالعمارة، وكان الدين هو المعول والمحرك للحضارة المصرية القديمة بكل مفرداتها آنفة الذكر، فهو العامل المساعد على انتشار شتى العمائر والمنشآت الدينية والجنائزية.

 فعندما تصور الفنان المصري القديم الدار الآخرة باعتبارها دار الخلد والمتعة الأبدية، لم يكن هدفه التأكيد على جمال الشكل الفني وإبرازه أمام المشاهد، إذ إن تلك الأعمال الفنية كانت تبقى في مقابر مغلقة. وإنما كانت للفنان المصري القديم نظرته المتعمقة إلى الحياة، فحاول أن يصورها في أشكال رمزية تعبر عن المبادئ والقيم السائدة في المجتمع؛ مثل الآلهة والملك والإنسان والمرأة والأسرة، إلخ.

ولقد تنوعت الآثار المصرية القديمة ما بين الآثار الثابتة والآثار المنقولة، وما بين عمائر دنيوية وعمائر دينية وأخرى جنائزية، أما الفنون المصرية القديمة فكانت الجعبة التى حوت كل ذلك وزادت عليه بما هو جزء منه فتضمنت الرسوم والنقوش والزخرفة والفنون الصغرى كالتمائم والحلى والفنون التطبيقية كالأثاث المنزلى .. وما كل ذلك إلا جزء من كل، وما كان هذا الكل إلا "الحضارة" بمعناها الشامل.