تفسير القفال الشاشي الكبير
حتى نتعرف على أهم معالم شخصية القفال، وجوانب عن حياته، ومن ثَمَّ دراسة منهجه العلمي، يحسن بنا أن نلقي الضوء على الظرف الزمني الذي اقترنت به حياته من بدايتها إلى نهاتها، ويهمنا في هذا الفصل أن نصور أبرز ملامح الحياة السياسية والاجتماعية والعلمية التي عرف بها ذلك العصر، فالإنسان بالضرورة ابن عصره ونتاج مجتمعه، أما العصر الذي عاش فيه القفال، وعاصر أحداثه، فهو عصر الدولة العباسية الثاني.
ولد الإمام القفال في فترة زمنية ذات متغيرات ومتناقضات كثيرة، ومع ذلك يعدُّ العصر الذهبي لا سيما في ميادين العلم؛ حيث كان على النقيض من الحالةِ السياسيةِ المضطربة جداً والمتقلبة فقد عاصر الإمام أبو بكر القفال ثمانية خلفاء، إذ إنه ولد في أواخر عهد (المكتفي) سنة (291 هـ)، وتوفي في أوائل عهد الطائع لله سنة (365 هـ)، وكان الأتراك يسيطرون على الخلافة في أول هذا القرن، ثم دخل البويهيون الفرس بغداد سنة (334 هـ)، وابتدأ عهدهم