أسرة الشريدي في سدوس وما تفرع عنها
آل الشريد وواحدهم الشريدي من أشهر فروع بني سُلَيْم بن منصور بن عكرمة بن خصَفَة بن قيس عيلان بن مُضَر بن نزار بن معد بن عدنان ولأهمية هذا الفرع السُّلَمي العريق نُخصص له فصل خاص في (موسوعة بني سُلَيْم في بلاد العرب).
وآل الشريد نشأتهم قديمة حيث كان جدهم عمرو المُلقَّب الشريد هو جد جاهلي قبل ظهور الإسلام بأكثر من قرن من الزمان.
وكما عُرف عند العرب منذ الجاهلية أن بيت آل الشريد هو أعظم بيت في بني سُلَيْم وله مكانة في سائر مُضر وفيهم زعامة ورئاسة قديمة.
ومما زاد في شهرة آل الشريد هو ظهور فرسان عظماء منهم وهما صخر ومعاوية ابني عمرو الشريد السُّلَمي وكانا من طبقة عنترة بن شداد العبسي في زمانهما في العصر الجاهلي، وقد بلغ الحد بأبيهما أن يقف في أسواق الحجاز ويفاخر بهما أمام قبائل العرب ويقول: أنا أبو خيري مُضَر فَمنْ ينازعني أو من يعترض فلا ينازعه أحد.
ويكفي بآل الشريد فخرًا أن منهم خيري مُضَر.
ويكفي بآل الشريد فخرًا أن منهم الخنساء أشعر العرب وهي أم الشهداء في حرب القادسية.
وآل الشريد نزح أكثرهم فيمن نزح من بني سُلَيْم من جزيرة العرب في أواخر القرن الرابع الهجري إلى الديار المصرية في ضيافة الخلافة الفاطمية ثم رُحِّلوا عام 443هـ (قبيل منتصف القرن الخامس الهجري) إلى بلاد المغرب ضمن بني سُلَيْم في إثر أبناء عمومتهم الهلاليين من هوزان بن منصور.
ومن تبقى من آل الشريد في الحجاز بين الحرمين قرب المدينة المنورة ضمن فروع سُّلَمية أخرى نزح في القرن التاسع الهجري إلى بلاد نجد خاصة إلى قرية سدوس وغيرها وهم أسرة الشريدي المعروفة بالوقت الحاضر وسنبين تفصيلاً عنها في هذا الفصل من الكتاب.
أما آل الشريد الذين رُحِّلوا إلى شمال إفريقيا في منتصف القرن الخامس الهجري بأمر الخليفة الفاطمي المستنصر بالله وبمشورة وزيره اليازوري، وذلك لتدعيم قبائل بني هلال من هوازن لضرب ممالك البربر في بلاد المغرب، فقد ذكرهم ابن خلدون في تاريخ العبر ومبتدأ الخبر المدوَّن في نهاية القرن الثامن الهجري وبداية القرن التاسع أن كان لهم صولة وشوكة وقوة وعزة ومَنَعة في بلاد المغرب وهذا قبيل وقاة العلامة عبد الرحمن بن خالدون عام 808هـ في بداية القرن التاسع الهجري في مصر.
ومن آل الشريد السُّلَميين تفرعت أسرة عابد القوية التي حكمت مدينة قفصة التونسية لفترة كبيرة إبان الدولة الحفصية.
ومن بني الشريد أيضًا فرع قوي انضم لقبيلة أولاد سُلَيْمان من دباب بن مالك من خفاف من بني سُلَيْم في ليبيا ويُطلق عليهم الشريدات وواحدهم الشريدي؛ ومن هؤلاء من يقيم في منطقة سرت قرب ساحل البحر المتوسط ومنهم فروع وأفخاذ في إقليم فزان بالجنوب الليبي ومن بني الشريد فروع انضمت لقبيلة سعيط في نواحي بنغازي بإقليم برقة شرق ليبيا.
وفروع أخرى حملت اسم الشريدي في شرق الجزائر.
ومن ابناء عمومة آل الشريد تفرع من عُصية الخفافيين من بني سُلَيْم قبيلة رياح وهي غير بني رياح الهلالية في شرق الجزائر.
ورياح السُّلَمية تقيم في الجفرة بوسط الديار الليبية بالوقت الحاضر، ورياح هو نفس جد آل الشريد حيث هو رياح بن مالك بن يقظة بن عُصية بن خفاف من بني سُلَيْم؛ ومن أهم عشائر رياح: المحميدات وأبو شيبة والشلمان وأبو راس والأسود والملامدة.
وأما بقية عُصية ويقال لواحدهم عصوي فقد ظل منهم بالحجاز فروع ضمن سُّلَميون آخرون لم يغادروا الحجاز مع هجرة بني سُلَيْم الكبرى نحو مصر ثم بلاد المغرب.
ونظرًا لقلة عددهم فقد دخلوا في قبيلة فُتية من رفاعة بن الحارث من بني سُلَيْم المتوطنين بين الحرمين بالمملكة العربية السعودية.