إرث السودان التليد فى التعامل مع قضايا اللجوء والتشريد
يهدف إلى تقديم إطار معرفى من منظور أكاديمى وذلك من خلال استعراض شامل للتجربة السودانية وأساليبها المبتكرة فى مجال برامج مساعدات اللاجئين الأريتريين والأثيوبيين فى شرق السودان والتى امتدت لأكثر من ستة عقود. تنبع أهمية هذا الكتاب المرجعى من حوجة الحقل الأكاديمى فى السودان لمراجع تخصصية فى مجال قضايا الهجرة القسرية واللجوء, توثّق لجميع أوجه تجربة السودان الرائدة فى التعاطى مع اللاجئين. أمّا الملمح المحورى للكتاب فهو الاستعراض التحليلى للنهج التقليدى الذى اتبعته المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فى سعيها لإيجاد الحلول المستدامة لمشاكل اللاجئين فى السودان وذلك من خلال شراكتها مع معتمدية اللاجئين السودانية التى اضطلعت بتنفيذ هذه البرامج.
ويتناول الكتاب القضايا المطروحة من منظور أكاديمى مسنود بخبرة المؤلف العملية من واقع ممارسته لإدارة برامج مساعدات اللاجئين الأريتريين والأثيوبيين فى شرق السودان. كذلك يقدم الكتاب رؤية فى القضايا المستجدّة فى شرق السودان, خاصة مبادرة الحلول الانتقالية التى أطلقتها المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لمعالجة معضلة اللاجئين الأريتريين الذين طال عليهم الأمد فى شرق السودان وكذلك تدفقات اللاجئين السوريين والجنوب سودانيين الذين استجاروا بالسودان خلال الخمس سنوات الماضية. هذا إلى جانب أزمة الاتجار بالبشر ومأزقها الأخلاقى الذى يتكّشف يوماً بعد يوم بعد تنامى ظاهرة تجارة وتهريب البشر عبر البحر الأبيض المتوسط, خاصة بعد تفاقم المشكلة الذى نجم عنه تدخل الاتحاد الأوروبى من خلال ما يسمى بعملية الخرطوم الرامية إلى وقف تدفقات طالبى اللجوء والمهاجرين إلى أوروبا.