الحوار السقراطي وتنمية الوعي بالقضايا الاجتماعية
كثيرٌ منَّا يستخدمها، ولا يدرك مسمياتها، كثيرٌ منَّا يعتبرها منهجه في التفكير، ولكن لا يدرك مرجعها الأساسي والرئيسي، ألا وهي:
الطريقة الحوارية، أو الطريقة الجدلية، أو طريقة السؤال، أو أخيرًا الحوار السقراطي أو الاستجواب السقراطي.
فشخصية سقراط لا يمكن أن تتكرر بحذافيرها، ولكن يمكننا إحياء شخصيته بداخلنا.
وإذا كان سقراط امتهن صنعة والدته في استخراج الأطراف من بطون أمهاتهم، فكان لسقراط عظيم الشرف في استخراج الأفكار من داخل النفوس البشرية.
ولتحقيق ذلك ينبغي أن نستخدم المنهج السقراطي في تنمية الوعي بقضايا مجتمعنا الراهن، لما له عظيم الأثر في تكوين شخصية ناقدة واعية لما حولها من قضايا، ومبدعة في إيجاد حلول لمشكلاتها.
فدراسة القضايا بالحوار السقراطي لم تتوقف على مجرد المعرفة بها، وإنما لتوليد مشاعر تجاهها بالرفض أو التأييد، فيتكون الاتجاه، ومن ثم يتكون السلوك، وهي أبعاد الوعي الثلاث.
فقد يكون لدى البعض معتقدات خاطئة قابلة للنقد، وبعرض الآراء المضادة تنقح المعتقدات والآراء لبيان الصالح والطالح منها.
لذا يأتي موضوع الكتاب "الحوار السقراطي وتنمية الوعي بالقضايا الاجتماعية" ليعكس مدى احتياجنا له في الوقت الراهن.