الرجل المثالي
يعتبر الشيخ سويلم بن حراثان بن دخيل الله العتيقي من أحد أهم أعلام الشرارات المعاصرين الذين لهم الثقل في المكانة الاجتماعية.
وعُرف أبو سعود مبكرًا وذاع صيته في الكرم والتواضع وخدمة المجتمع، وهو يعمل في الأحوال المدنية بعرعر بالحدود الشمالية.
والشيء الذي يُعرف عن سويلم بن حراثان أنه رجل متواضع للكبير والصغير وله القدرة في امتلاك الشخص الذي يتحدث إليه بالإقناع بكلماته التي عُرف بها.
تلقاه لأول مرة وكأنك تعرفه طوال عمرك، ويحدث وتظن أن لك في جعبة هذا الرجل الكثير من المواقف التي تعتبر دينًا ثقيلاً في رقبته.. ولم يكن كذلك إلا أن تواضعه وطريقته في استحباب كل من يقابله سمة من سمات هذا الرجل النادر مثله في زمنه.
سويلم بن حراثان من الرجال الذين استطاعوا أن يكتسبوا ثقة الناس وكان دليلي في هذا ثقتهم في توليه أمانة صندوق التبرعات إبان حملة استقبال صاحب السمو الملكي الأمير عبد الإله بن عبد العزيز آل سعود، إبان عزمه زيارة مدينة طبرجل بمناسبة الثقة السامية بتوليه منصب أمير منطقة الجوف.
وكان سويلم بن حراثان ذلك الرجل الذي استطاع أن يقنع الجميع بالتصرف في سلاسة بإنفاق الملايين التي دفعها المواطنين بكل رحابة صدر وثقة وحينما انتهى ذلك الاستقبال بكل مقاييس النجاح استطاع أن يعيد الفائض من تلك الأموال بكل أمانة وعدل في التوزيع وإقناع لكل المواطنين أن ما قاموا به لم يذهب سُدًى.
وكانت من أصعب مهماته التي اعتقد أنه كلف بها عدا أن المواطنين قد رشحوه بكل ثقة في أول انتخابات بلدية بطبرجل.
وقد تم تكليفه كأحد أعضاء لجنة إصلاح البين وكان من أحد أعضائها البارزين المؤثرين الذين استطاعوا أن يؤدوا مهامهم بكل ثقة وبعمل ناجح ومؤثر ومفيد.
سويلم بن حراثان من الرجال القلائل الذين أدوا عملهم الوظيفي قرابة أربعين سنة وقد اكتسب ثقة ولاة الأمر، وقد تم تكريمه رسميًّا ومن مواطنين لما قدمه طيلة أدائه مهام عمله.
يقول عنه الأخ سليمان الأفنس الشراري المؤرخ المعروف:
[ذات يوم جئت لمكتبه وكنت أقول في نفسي كيف أن موظف يستطيع أن يرضي الناس - ومعروف أن رضاء الناس غاية لا تدرك - وهو مثل عربي قديم وحقيقي وقد تصادف أن جاء رجل مسن يشكو أن موظف الأحوال لم ينجز معاملته بحجة أنها ليست قانونية.
قلت بنفسي: هل سيخالف النظام ويستجيب لهذا الرجل الذي يطلب المستحيل؟.. ورأيت سويلم بن حراثان قد قابله بلطف وطلب له الشاي والقهوة وأبدى له شرحًا طويلاً يصف فيه أن معاملته لها إجراءات طويلة وطرق يستوجب من العاقل اتباعها، وبأسلوب يكاد يكون خياليا، فرأيت الرجل يخرج شاكرًا داعيًا لأبي سعود بالصحة والسعادة.
ودهشت حينما رأيت ذلك الرجل، وقد جاء برأي وخرج برأي آخر وقد اقتنع.
فعلمت أن لسويلم بن حراثان أسلوبه المميز والنادر في اجتذاب الكثير من العقول والتعامل معها بأسلوب نادر ومميز] انتهى.
سويلم بن حراثان ذلك الرجل الذي يندر مثله من الرجال استحق أن أخصص له مثل هذا الكتاب في الغوص بكثير من شخصيته وفي مسار حياته العملية والتجربة التي يستوجب أن تحتذى لأبناء هذا الجيل.