الدفنات الحيوانية في مصر والعراق وبلاد الشام في عصور ما قبل التاريخ
يعد هذا الموضوع من الموضوعات الشائكة التي تثير العديد من التساؤلات: فهل كان كل من أهل مصر وبلاد الشام والعراق قد عرفوا العبادة الحيوانية؟ أم أنهم قدَّسوا الحيوانات ودفنوها قصدًا في دفنات خاصة بها كنوع من الإعزاز والتقدير لها؟
عبَّرت الدفنات الحيوانية بتواجدها فى مصر والعراق وبلاد الشام عن تشابه الفكر الإنساني، فلقد كان الحيوان - بوجه عام - يشكل أحد أهم القوى التى شعر الإنسان بتأثيرها عليه؛ لذا قدَّسها بأشكال مختلفة وبطرق متباينة ولكن الهدف واحد.
كانت العلاقة والتأثيرات الحضارية ما بين مصر والعراق وبلاد الشام وثيقة ومتبادلة بدءًا من عصور ما قبل التاريخ، واستمر ذلك التبادل الحضاري، وهذا التأثير طوال العصور التاريخية، فليس هناك ابتعاد حقيقي في المسافة يحول دون الاتصال والتبادل الحضاري بينهم.