العمران الإسلامي

يتحدث عن أصل العمران البشري الإسلامي في القرآن الكريم والسنة النبوية والسيرة العطرة، ولا يعني الكاتب بالعمران هنا تخطيط البناء المادي وهندسته فحسب، وإنما يقصد بالعمران هندسة بناء الإنسان وروحه ونفسه ومجتمعه وأمته عقيدة وفكرا، حضارة وتاريخا، وجدانا وروحا، ونسيجا اجتماعيا مترابطا...

فالعمران ضد الخراب، عمارة الأرض لتحقيق سنة الاستخلاف فيها، وسنة استمرارية الحياة إلى أجلها الذي قدره الله لها، وعمارة القلب والوجدان بذكر الله وعبادته وطاعته ومحبته لتحقيق العبودية الكاملة لله تعالى، وهي الغاية من وجود الإنسان وعمارة الأرض: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾(الذاريات:56).

ثم يبين الكتاب السبل المؤدية إلى بناء عمران بشري إسلامي أخوي، قاعدته التفاهم والتعاون والتآزر والتكافل، وجماله المحبة والمودة والرحمة والرفق والإحسان.. 

وفي هذا الكتاب دعوة إلى الاعتصام بحبل الله المتين وصراطه المستقيم، وسنة نبيه الأمين عليه الصلاة والسلام، والسير على المنهاج النبوي في التربية والتغيير. لبناء عمران إسلامي متماسك لا تضره عاصفة ما دام مستمسكا بالكتاب والسنة، وما دام سائرا على المنهاج النبوي بعيدا عن الأنانية الفردانية المستعلية الغارق أصحابها في الشهوات والملذات، والأماني المعسولة، والعادة الجارفة التي تكرس التبعية للوضع السائد...