وتخطيت الأربعين
* الأربعون هي سن توقف الإنسان مع ذاته .. توقف الإنسان مع كل جوانب حياته .. يتوقف ليسأل نفسه: هل ما مرَّ من حياته صواب أم خطأ؟ .. أضاف له أم أخذ منه؟ .. هل رفيق حياته الذي يتقاسم معه الحياة هو فعلًا النصف الملائم له كما قالت الأسطورة الإغريقية أنه كان الرجل والمرأة جسد واحد ثم غضبت الآلهة عليهم فقسمتهما نصفين لتكون العقوبة لهما أن يظل كل من الرجل والمرأة يبحثا عن نصفهما الآخر إلى أن يجد النصف الملائم له وإذا لم يجد نصفه الملائم له ظل متعديًا طيلة حياته؟
* الأربعون هي نهاية السن العلمية للشباب وبداية لمرحلة العجز .. يقول البعض أنها آخر سن لقبول التوبة رغم أني متأكدة أن الله – عز وجل – يقبل التوبة بكل وقت وكل الأعمار.
* الأربعون لمن لم يتزوج هي المحطة الأخيرة التي تؤكد له أنه قد لا يحدث تغيير بحياته .. والتي تجعله يفكر كثيرًا أنه لن يستطيع أو يقدر على خطوة التغيير.
* الأربعون هي الصراع بين الأسرة والفرد .. صراع بين التضحية والأنانية .. بين ما تحتاج وما يحتاج غيرك .. قد يصادفك الحب الحقيقي بعد الأربعين فيهاجمك بكل نعومة ممزوجة بالقسوة .. قسوة التفكير والوحدة والحرمان ممن تحب بعد الأربعين .. قد تجده فيحول حياتك بلمسة دافئة على اليوم البارد .. إلى حياة متوهجة .. وتظل تسأل نفسك بعد تخطي الأربعين من ينتصر .. نفسك أم وقار الأربعين.