اثر الاساطير والخرافات في عقائد المسلمين في المهدي المنتظر  

بدافعٍ من إيمانٍ فطريٍّ بالدين عند الله، صَقَلتْه معارف أنعم الله بها على عباده وحثَّهم على الإلمام بها والاستزادة منها. وبغيرةٍ على الحقِّ بما رأيته الحقَّ. نظرتُ في عقائد اعتنقها مسلمون في شأن موضوعات: المهدي المنتظر، والمسيح الدجَّال، والدابَّة، ويأجوج ومأجوج. ورأيتُ - وقد عكفت على النظر فيها - أنه يرتبط بها موضوع رفع المسيح عليه السلام ونزوله آخر الزمان. ثمَّ كان مني أنْ أقدمت على عرض ما انتهيت إليه على من يشرِّفني أن ينظر فيه ويرى فيه رأيًا (القارئ الكريم). وقد انتهيتُ إلى أنَّ القول بظهور من يُدعى "المهدي المنتظر" ليس سوى أثر من آثار دعاوى الشيعة الاثنا عشرية، أُشرب كأس أساطير الأقدمين. وإلى أنَّ القول بخروج من يُدعى "المسيح الدجَّال" هو ترديد لما جاء في أحد الأناجيل عن ظهور مسحاء كذبة، أُستعين فيه بأسطورة أوردها عمل أدبي إغريقي قديم. وإلى أنَّ القول بخروج الدابَّة يعيبه ما جاء به من وصف الدابَّة، وعدم إدراكه معنى "الدابَّة" في اللغة وفي الكتاب. وإلى أن "يأجوج ومأجوج" غير متنازع في وجودهما خلال مرحلة من مراحل الزمان انقضت. كما انتهيت - في شأن ما تعلَّق بعقيدة رفع المسيح عليه السلام ونزوله في آخر الزمان إلى صحَّة عقيدة المسلمين بشأن رفعه، سواء أكان المقصود هو رفعه بجسده أم كان هو رفع قدره ومنزلته، وعدم صحَّة ما يُقال بشأن نزوله، الذي هو محض ترديد لما ورد في كتاب العهد الجديد، أشاعه بين المسلمين بعض من أعلنوا إسلامهم نفاقًا مِنْ أهل الكتاب، وقد استوجب النظر في هذا بيان أوجه الاختلاف في شأن واقعات: "القبض على المسيح عليه السلام ومحاكمته وصلبه وموته ورفعه ونزوله" في كتاب العهد الجديد، شاملة أوجه الاختلاف بين بعض أجزاء الإنجيل الواحد وأجزائه الأخرى، وأوجه الاختلاف بين ما أورده إنجيل وما أورده إنجيل آخر، وأوجه الاختلاف بين ما أورده إنجيل وما أورده سفر آخر من أسفار كتاب العهد الجديد. وهو ما يعني وجوب الاحتكام - في شأن هذه الواقعات - إلى كتاب الله القرآن العظيم.