أسس الرعاية الصحية للحيوانات المزرعية والداجنة

من نافلة القول التصريح بأن الحالة الصحية الجيدة للحيوان تمثل حجر الأساس بالنسبة إلى كافة العمليات والمجهودات التى يمارسها المربى والتى يهدف من وراءها إلى تحقيق المنتج الحيوانى المرغوب فيه والمتميز بالجودة من حيث الكم ومن حيث الكيف معا وعلى قدم المساواة. 

إن الحيوان المريض لن يحقق ما يرجى من حيازته حتى لو كان متميزا من ناحية تركيبه الوراثى وحتى لو توفرت له أسباب الرعاية من تغذية مناسبة وإيواء جيد وماء نظيف ويمكن القول بكلمات أخرى إن الحيوان لن يستطيع أن يعبر عن محتواه الجينى بالشكل المطلوب وهو يكابد تبعات مرض من الأمراض التى يتعرض لها وما أكثر ما يعتريه من آفات وأدواء.

ومما لاريب فيه أن القائمين على صناعة الإنتاج الحيوانى يدركون أهمية ما يترتب على صحة الحيوان من نتائج ومن ثم يعمد هؤلاء إلى توجيه عناية فائقة إلى هذا المحور الحيوى الهام من محاور الرعاية بمعناها الشامل العام وخصوصا فى ظل التوجهات الحديثة التى تقتضى تكثيف الحيوانات فى نطاقات تشتمل على أعداد كبيرة من الأفراد.

ولما كان هذا الكتاب موجها بصفة أساسية إلى العاملين فى مجال الإنتاج الحيوانى من زراعيين وبيطريين فان الهدف منه هو لفت النظر إلى عدد من الأمراض الهامة التى تتعرض لها الحيوانات المزرعية ومن ثم يقوم هؤلاء بالعمل على اتخاذ اللازم من طرق الوقاية للحيلولة دون حدوث المرض بقدر الإمكان أو الوقوف على الحالة حين وقوعها والتصرف حيالها بما هو مناسب لها.

لقد تطورت علوم صحة الحيوان وشهدت تقدما كبيرا من حيث الرقابة وأساليب الحماية ووسائل الفحص والتشخيص والعلاج مما أتاح الفرصة للسيطرة على كثير من الأمراض المعدية والوبائية كما عرف المختصون الكثير عن خصائص الكائنات الممرضة وطرق تكاثرها ووسائل انتشارها وإختزانها. وفى وقتا الحاضر تستخدم تقنيات المعارف الحديثة كالهندسة الوراثية والبيولوجيا الجزيئية من أجل تحوير بعض الكائنات الدقيقة سريعة التكاثر كالبكتيريا وتحويلها إلى مصانع حيوية لإنتاج اللقاحات والهرمونات والمواد البيولوجية الأخرى. والأمثلة على ذلك كثيرة حيث نجح الباحثون فى إنتاج مادة الإنترفيرون البقرى من البكتيريا مما يجعل هذه المادة الفعالة متوفرة من أجل علاج الأمراض الفيروسية. كما استخدمت الهندسة الوراثية فى إنتاج لقاحات ضد اسهالات العجول ومرض الحمى القلاعية.

إن المحافظة على صحة الحيوان لا توفر المنتج الحيوانى الجيد كما وكيفا فحسب بل تتعدى ذلك بطبيعة الحال إلى العناية بصحة الإنسان نفسه من خلال وقايته من العديد من الأمراض بالإضافة إلى توفير ما يلزمه من غذاء وكساء.

ويمثل كتاب أسس الرعاية الصحية للحيوانات المزرعية والدواجنأهمية علمية وعملية لجميع الدارسين والعاملين والمهتمين بالرعاية الصحيةللحيوانات المزرعية والدواجن فى مصر وفى الوطن العربى.