الأهوار فردوس السومريين
الماء رائق كالبلور، والنبت يغطي القعر، شاهدت سمكًا وأكاليل وردية طافية على السطح، انسللنا بصمت، بعيدًا عن المرج الأخضر، وانزلقنا بين جدران باسقة من القصب والعشب المائي، وحين غطتنا النباتات المائية، وأغلقت البوابات الخضراء خلفنا .. شعرنا أننا غادرنا صخب العالم الحديث وضجيجه وانتقلنا بسرعة مركبة فضائية إلى الماضي السحيق. أحسست أننا نسافر في الزمن إلى الوراء، ليس إلى الهمجية والأخطار، بل إلى حضارة بعيدة عن ذلك كبعد حضارتنا المعاصرة، لكنها عجيبة في البساطة وعدم التعقيد.
هكذا هو الهور في عيني زائر غريب، فكيف يكون بعيون أبنائه الذين شيدوا أولى الحضارات الإنسانية، متخذين من خيراته وسائل للحياة لا تتوافر في أماكن أخرى بسهولة. فما الأهوار؟