اغتراب

هذا الكتاب يحمل بين صفحاته قصصًا وقصائدًا، مغزولةً بكلماتٍ وحروف، منبعها إحساسٌ خفي غير مرئي، ذلك الإحساس الذي يكمن في نفوس جميع البشر على حد سواء ولكنه أحيانًا يشق جدار النفس عند بعضم، ومن ثم يبدو ظاهرًا للعيان معبرًا عن نفسه، حتى يبدو وكأنه ذلك الخيط من الضياء الذي ينير الكون بأنواره الكاشفة فتسعد به النفس وتأنس له الروح. 

 فهذه القصصٌ تتوالى أحداثها في تفصيلٍ وإسهاب، تأخذ القارئ إلى عالم ثري بكل أنماط الحياة وأشكالها المختلفة، كما تعدو به عدوًا حتى يمكنه اللحاق بشخوص تلك القصص لمصافحتهم ومعانقتهم لكونهم قد اقتربوا من قلبه وعقله طوال مصاحبته لهم في مشواره الشيق عبر دروب ومسالك تلك القصص على مختلف توجهاتها.

وتلك قصائدٌ توجز ما عبرت عنه تلك القصص في كلماتٍ تنساب في عذوبة ورقة، تعشقها العين إذا ما قرأتها، وتستطيب بها الأذن إذا ما سمعتها، وذلك لما تتمتع به من جرس موسيقي تهيم به النفس التواقة إلى الشاعرية والجمال.