علم الاغتراب في قنواته المتعددة  

     يُعد مفهوم الأغتراب من المفاهيم التي لازمت حياة الإنسان منذ الخلق الأول وهو يتفاوت في درجاته وفقاً للأستعدادات العصبية والعقلية ونوع التنشئة الأسرية والأجتماعية التي يتعرض اليها الفرد ،خاصة وأننا نعيش في عالمنا العربي أغتراباً حاداً يكاد أن يكون واضحاً من خلال مخرجاتنا السلوكية التي تفصح عنه وتفضح خفاياه وعلى كافة الأصعدة والمستويات، ومن هنا فأن هذا الكتاب يتضمن التعريف بهذا المفهوم من حيث مضمونه ومجالاته ونظرياته وسبل قهره والتخفيف عن كاهله بالنسبة للفرد والمجتمع.

     يسلط هذا الكتاب الضوء على المنحى السالب للأغتراب والذي غالباً مايسود ويأخذ حيزاً كبيراً مقارنة بالأغتراب الموجب والذي نعني به أغتراب المصلحين والمبدعين والمتفردين من بني البشر، حيث يمثل الأغتراب السالب (والذي نحن بصدد بحثه)، نوع من الأنتكاسة في الصحة النفسية للفرد خاصة في مجاله النفسي والذي ينعكس سلباً على باقي المجالات الآخرى، ذلك أننا نقول ( الآناء ينضح بما فيه).

     يمكن عدُ هذا الكتاب بمثابة لبنة ثقافية ومنهجيه تضاف الى البناء الثقافي الإنساني ، ذلك أن محتواه قد تضمن الحس الثقافي بالأضافة الى منهجية البحث العلمي ، فهو رافد متواضع للمثقف بشكل عام وللمتخصص الذي يرغب في التصدي للبحث في هذا المفهوم وبناء المقاييس اللازمة لكل نوع من أنواع الأغتراب التي تطرق اليها المؤلف.