بعض الوقت

إذا حاولنا تعداد الوظائف التي من الممكن أن يحققها الأدب في نهضة الأمة، فسنكتب الكثير والكثير ، فبالقدر الذي يعتمد فيه الإنسان على مخزونه المعنوي الداخلي في العمل والسعي سنجد الأدب يقوم بوظائف، ما دام هو في حقيقته رافدًا من روافد ذلك المخزون، وعنصرا مهمًّا من عناصره.

فمما يميِّز الأدب أنه شعور بالتجربة الإنسانية المشتركة مع آخرين، بحيث يروا ظلالًا لأنفسهم، بل وإجابات على ما يدور في أفلاك خيالهم، وهو ما يجعل الأدب عابرًا مهمًّا وسفيرًا بين الأمم والحضارات، وذلك بالقدر الذي يجيد فيه التعبير والنقل عن مشاعر أكثر شيوعًا و انتشارًا بين البشر ، لا تختلف فيها ثقافة عن ثقافة؛ لأنها تعبر عن الذات والإنسان.

وقد حاولت مجموعة "بعض الوقت" أن تمارس دورًا من مهام الأدب النهضوي؛ بأن تستوقف المعاني والخطرات "بعضًا من الوقت" فتجعلها تفصح عما فيها، فتدفع الباحث عن دور من رقدته وسباته، وتلقي به في غمار البذل، معتبرًا لذاته لحظة ميلاد جديدة تبدأ منذ أن يعي أن له دورًا مهمًّا مؤثرًا، تنتظره منه أمَّته على عجل ...