علم الاجتماع السياحي
يتناول الكتاب فرعاً حديثاً من فروع علم الاجتماع، ما زال في مراحله الأولى ألا وهو (علم الاجتماع السياحي).
ورغم حداثة الموضوع وقلة المؤلفات فيه، إلا أن المؤلفة أرجعت جذوره إلى الكتابات القديمة التي صاغها الكتاب والرحالة العرب وأبرزهم ابن خلدون، وكذلك بعض رواد هذا العلم من الأوربيين، إلا أنه لم يأخذ الشكل المنهجي الحديث إلا منذ سنوات قليلة، كما أكدت المؤلفة من خلال هذا الكتاب على أن للسياحة جوانب اجتماعية وإنسانية عديدة تجعل من الأهمية بمكان أن يفرد علم الاجتماع فرعاً خاصاً لدراستها.
وقد بدأت المؤلفة بإلقاء الضوء على مفاهيم السياحة، وأهميتها وأهدافها وأنماطها، والأسس التي يرتكز عليها هذا التنميط، مستعرضة تصنيفات السياحة المختلفة. ثم تناولت علم الاجتماع السياحي، والمجالات المتعددة للبحث فيه.
بعد ذلك تناولت علاقة السياحة بالمجتمع، والتأثيرات الاجتماعية للسياحة، وعلاقة السياحة بالقوى البشرية، وعلوم المجتمع المختلفة، وكذلك المحددات الاجتماعية المشكلة للنشاط السياحي. وعلاقة السياحة بالأنساق المجتمعية، كما تحدثت عن المجتمع وصناعة السياحة، مستعرضة مقومات صناعة السياحة، وخصائصها، وعناصرها، والبنية المجتمعية لهذه الصناعة. وتناولت المؤلفة السياحة في مجتمع متغير، من حيث إشكالياتها، مع إلقاء الضوء على السياحة العربية، والتنمية السياحية.
وخصصت المؤلفة فصلاً لمنهجية البحث العلمي في علم الاجتماع السياحي، حيث استعرضت مناهج البحث المستخدمة في هذا العلم، وأدوات جمع البيانات المناسبة له، وسبق ذلك تعريفها بمناهج البحث العلمي وأدواته بصورة عامة، مما يفيد الطالب والباحث في الاطلاع على ما يحتاجه من معلومات في مكان واحد بالكتاب، مع توجيهه إلى المراجع التي يمكنه الاستزادة منها.
وختمت المؤلفة فصول هذا الكتاب بالحديث عن الرحالة العرب والمسلمين، حيث ربطت بين مؤلفاتهم عن رحلاتهم وبين موضوع هذا الكتاب.
وهذا الكتاب يفيد الباحث في علم الاجتماع بصورة عامة، وعلم الاجتماع السياحي بصورة خاصة، وكذلك المهتمين بمجال السياحة حيث يبين كيفية الاستفادة من دراسة المجتمع لتنمية السياحة من جهة، وتلافي بعض السلبيات من جهة أخرى.
ويحسب للمؤلفة الأمانة العلمية بذكر المراجع التي نقلت منها، وتجلت بصيرتها العلمية في الربط بين السطور التي تتعلق بمجال بحوث السياحة والمجتمع وبين موضوع كتابها.
ورغم كثرة الموضوعات التي وردت في هذا الكتاب خاصة في العلاقة بين علم الاجتماع السياحي والعديد من العلوم الأخرى، والأنساق الاجتماعية، وكذلك تعدد الأنماط السياحية، إلا أن المؤلفة استطاعت بمهارة الإمساك بخيوط هذه العلاقات حتى لا يتوه القارئ، ويحتفظ بتركيزه في الموضوع الأساسي.
ولاشك أن هذا الكتاب يفتح آفاقاً رحبة للكثير من المؤلفات والأبحاث الأكثر تخصصاً وتعمقاً في هذا الفرع الناشئ من فروع علم الاجتماع.