أوهام مستوطنة
عندما تدخر حاضرك للمستقبل .. وتفقد وجودك وماضيك .. تصبح مكانًا فارغًا للانتظار يحتله الآخرين .. وعندما تتحول الأخلاق إلى عبء على صاحبها تحقق له غرم دائم .. وتجعل التخلف يمتطيها للوصول إلى المقدمة .. وعندما تصبح الثوابت أضحوكة لدى السفهاء ومعيارًا للضعف والتخاذل .. وعندما يصبح معيار الرجولة هو التجاوز واغتصاب ما أتيح للآخرين بقدراتهم .. وعندما تتأصل فى المجتمع تلك الصور بالتوارث أو بالتقليد .. فإننا نعيش فى أوهام مستوطنة تطغى على كل الصواب فينا .. بل وتتخطى كل ما نضعه من معايير وتحرص بتعمد وإصرار .. أن تصور لنا السوء تميز وأصالة .. وتبقينا دائمًا حيث نعترض عاجزين عن التغير .. على وجودنا الخاطئ .. والذى اخترناه بمحض إرادتنا.