ريتشارد الثالث
إذا كان المتنبي قد جاء فملك الدنيا وشغل الناس بشعره فإن شكسبير قد ملك الدنيا والناس بمسرحه ذي الشاعرية الغريبة وهو يعالج أشد المواضيع قساوة على الإنسان.
ونحن اليوم أحوجُ ما نكون إلى مثل هذه المقاربات في عالم السلطة لأن النسق السياسي في العالم العربي آيلٌ إلى أنساق منفتحة على إمكانات مختلفة بعضها قد يُطَمْئِنُ وبعضها يبعث على الخوف من إمكانية عودة الدكتاتورية في أثواب أخرى لذلك أردنا أن نعالج مسألة السلطة في ريتشارد III من وجهة نظر جديدة.
نحن نعود إلى شكسبير لا لنترجم أو لنكرر بل لنسائل. فالنهاية تخرق أفق الانتظار إذ لن تنتهي إلى مجرد مأساة بل إن ريتشارد سيفضح ممارسات الحاشية وتواطؤها ويتهم الشعب بكونه هو الذي يصنع الطاغية.