نظرات في خطاب المنابر وصحة المصادر
إذا كان شَكٌّ ما لا يعتري الأثر الذي خلَّفته دعوة المخلصين في حُبِّهم مصر وطنًا يعيشون فيه ويعيش فيهم لتخليص الخطاب الديني من أدران جهالةٍ دفعت فئاتٍ من محدودي الثقافة إلى مقارفة حماقات تنال من أمن وطنهم وسلامة أبنائه واللائذين بحماه، معتقدين أنَّهم بما يقترفون، إلى ربِّهم يتزلَّفون. إذا كان شكٌّ ما لا يعتري الأثر الذي خلَّفته دعوة هؤلاء المخلصين في تعجيل الدفع بهذه النظرات إلى دار الطباعة لتخرج في مدوَّنةٍ تُطرح على القارئ. فإنَّه صحيحٌ غيرُ مشوبٍ بزيفٍ أنني نظرتُ في الخطاب الديني الذي يُلقى من فوق منابر المساجد والزوايا، وناظرتُ بعضًا ممَّن يلقونه منذ أن كنت صبيًّا مزوَّدًا بحصيلة قراءات، كان من فضل ربِّي عليَّ أنْ أحطت بمضامينها وأدركت معانيها، واستقرأت ما وراء سطورها من المعاني.
وفي هذه المدوَّنة انتقيت سبع روايات من الروايات التي يردّدها بعض من يعتلون منابر المساجد والزوايا على الأسماع، عرضت للمصادر التي استقى منها هؤلاء معلوماتهم، على الوجه الذي أمرنا به ربّنا جلّ وعلا وهو التدبّر، فكان أن خلصت بالدليل الواقعي وبالنصّ المنزل من ربِّ العالمين إلى عدم صحّتها. وهذه الروايات هي:
1- الرواية القائلة إنَّ رسول الله ^ ذبح - قبل أن يبعث رسولًا نبيًّا - للأصنام.
2- الرواية القائلة إنَّ رسول الله ^ صام صوم اليهود (صوم الغفران) ليكسب مودَّتهم.
3- الرواية القائلة إنَّ رسول الله ^ اتّخذ بيت المقدس قبلةً في صلاته لفترة من الزمن.
4- الرواية المتعلّقة بقصّة الإسراء والمعراج، وبفرض الصلاة.
5- الرواية التي تزعم أن فرعون موسى كان مصريًّا، وأن قومه كانوا مصريين.
6- الرواية القائلة إنَّ من حاجَّ إبراهيم في ربّه كان "النمرود" الملك.
7- الرواية القائلة إنَّ قدماء المصريين كانوا مشركين.