نون النسوان

أفاقت على وقوف المترو وهالها نزول جميع الركاب بسرعة في المحطة، وأغلقت الأبواب وتحرك المترو، أحست بخوف غامض، لم يحدث أبداً في أي وقت وتحت أي ظروف أن وجدت نفسها وحيدةً في عربة المترو، نظرت من خلال الزجاج الفاصل بين العربات فوجدت العربة التي أمامها وكذلك العربة التي خلفها خالية تماماً من الركاب، أحست بهستيريا الخوف من الأماكن المغلقة تتسرب بسرعة إلى نفسها، وفجأة توقف القطار في مكان مظلم داخل النفق، وبدأت مصابيح الإضاءة داخل المترو في الإظلام واحدةً تلو الأخرى فاندفعت في رعب تحاول فتح الأبواب دون جدوى، أحست بأن معها داخل العربة مخلوقاً ما، لا تراه ولكنها تحس بأنفاسه، وتشعر بأن شئ ما يحتك بجسدها، انفلتت في قوة لا تدري من أين جاءتها وركلت الباب بكل قوتها بلا جدوى، كسرت زجاج نافذة الطوارئ وضغطت على الزر فانفتحت أبواب العربات كلها في وقت، لم يهبط أحد سواها، أخذت تنادي في الظلام على السائق أو أي أحد في المترو وهي واقفة على الشريط الحديدي في الظلام الدامس في وسط النفق لم تسمع إلا صوت الصدى.