التغيير
تظل مفردة "التغيير"، هي الأبرز في كثير من أحاديث ونقاشات المجالس سواءً محلياً أو اقليمياً، ولا يكاد يخلو مجلس من مجالسنا على امتداد الأرض من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها إلا ويكون النقاش حولها حامياً ومتبايناً وكأنها أي مفردة التغيير للتو تم اكتشافها أو التعرف عليها.
وكتفاعل مع هذه الحالة العامة كتبت هنا العديد من المقالات سواء كانت موضوعية أو قصصية، محاولاً البحث عن التغيير والمقاربة منه، وبالرغم من كل هذا يظل التغيير من أكثر الأمور نسبية فما يطالب به أحدهم قد لا يكون في عرف آخر سوى أمراً هامشياً لا قيمة له، فالكل يطالب بالتغيير ويريده واقعاً من خلال واقعه ومشاكله وفي زحمة هذه النقاشات لطالما شعرت أن التغيير بشكل أو بآخر يغيب.
في ثنايا هذا الكتاب عدة مقالات كتبت في أوقات متقاربة، تناقش كثير من القضايا التي تتعلق بالتغيير بشكل أو بآخر.
ففي هذا الكتاب لم أناقش مفهوم التغيير وليس فيه أي تنظير أو تعريف لماهيته وظروفه وكيفية حصوله، بل عمدت إلى جعله حاضراً بشكل غير مباشر فيمابين السطور، لفسح المجال للقارئ للتفكر من خلال القصص أو المواضيع التي تم التطرق لها في عدة مقالات مستقلة الموضوع و القصة والمحتوى.
وبما أن التغيير ليس مقصوراً على السياسة فقط، بل هو أشمل من ذلك بكثير ولن يتأتى التغيير السياسي مالم يسبقه في ذلك التغيير اجتماعياً وثقافياً وفكريا ودينياًً، وبالتالي ففي هذا الكتاب عرضت بالتغيير في مواضيع عدة كالفقر والدعوة الدينية والتأريخ والواقع المعاش والتعامل مع الآخر وكذلك في عرض بعض المفاهيم التي يدور حولها كثير من اللغط والإشكاليات كالليبرالية والعلمانية والديموقراطية والحريات وغيرها.
أخيراً، إن أي تغيير ينشده الإنسان في مجتمعه لابد وأن يكون ابتداءً من نفسه في فكره وثقافته ودينه وكيفية تعامله مع نفسه ومع الآخرين ومع كل رأي مخالف له.
من الصعب جداً أن يتم التغيير لمجرد الرغبة بالتغيير.