الأسماء كأداة للتأريخ

تعد اللغات في عالمنا اليوم بالآلاف، ولكن اللغات الظاهرة المشهورة منها تعد على الأصابع ومنها لغتنا العربية التي يتكلم بها مئات الملايين ودونت بها - ولا تزال - الملايين من الكتب، وهي لغة القرآن فما أصلها و من أين جاءت أو تفرعت؟

هناك الكثير من الفرضيات التى تتحدث عن نشأة اللغة الإنسانية الأولى وبتجاوز بعض الآراء التي يرى أصحابها أن عددًا من اللغات قد بدأ في النشوء في مرحلة زمنية واحدة في أماكن متعددة فإن الرأي السائد أن اللغة الإنسانية الأولى - بأية طريقة - نشأت - كانت واحدة، ثم تفرعت وتعددت بتفرق الشعوب مع امتداد الزمان والمكان.

ولعل الكاتب هنا كالباحث في المجهول لمعرفة كيف كانت اللغة وكيف تفرعت وما هي الجذور اللغوية الأولى، وما علاقتها بالتوراة وما دلالتها؟

ولغتنا العربية تقع بين أهم لغات المجموعة السامية التي تنسب إلى سام بن نوح وذريته و منها الآكادية والعبرية، والآرامية، و هي تشكل مع اللغات اليمنية القديمة واللغات الحبشية السامية شعبة لغوية واحدة يطلق عليها الشعبة السامية الجنوبية.

إننا لا نعلم الكثير عن طفولة العربية فأقدم ما وصلنا من آثار العربية الباقية لا يتجاوز 150 سنة قبل الإسلام ، أو 200 سنة على أبعد تقدير. وقلنا (العربية الباقية) لأنها (أي العربية) تقسم أيضًا إلى عربية بائدة وعربية باقية.

- فهل لنا من خلال تلك العربية ومسمياتها ودلالات تلك المسميات أن نعيد صياغة التاريخ؟