الرفق واللين طريق الداعين إلى قلوب الغافلين

إن قطاعًا كبيرًا من الدعاة تغيب عنهم أساليب الهداية وطرق الإصلاح.. ويصرون على أن يجعلوا من المنصوح التائه..عدوًا يناجزونه، وخصماً يتحدونه.!! ما أحوج دعاتنا اليوم أن يسعوا الخطائين بالرفق واللين والحوار الهاديء الرصين.. ثم الدعاء لهم لا الدعاء عليهم، إن الذين يسوقون الناس للحق بالسياط، يضرون بالدعوة ويدفعون الناس للانفضاض عنها، ومن البلية أن تراهم يسمون ذلك قوة وحماسة في الدين..!!

وما هي بقوة وإنما جهل مفرط، وضيق أفق، وفهم معوج لطبيعة الطريق... إن القسوة المحمومة، والعبس المفرط في الوجوه، لا يزيد الدعوة إلا نفورًا منها..كمالا يزيد صاحب المنكر إلا إصرارًا على منكره، والله تعالى لم يُنصب الداعية حكماً على الناس يفسّق من يشاء ، ويلعن من يشاء، ويخرج من يشاء من ربقة الإسلام..!!

وعجباً كيف يكون داعية.. ذلك الذي يترصد أخطاء الناس، فيقيم الدنيا ولا يقعدها لأجل نزوة من عاصٍ أو زلة من مُقصر، فلا يقيل عثرة، ولا يحتمل عذرًا، لتكون النتيجة بغضًا للحق ودعاته؟!

إن السلف العظيم فتحوا قلوب الناس للإيمان، بالحب والإخلاص، والرفق واللين،وكان أسلوبهم في علاج الغافلين ينبوعًا من الرحمة والإشفاق، بل إن ما ضربوه من صور الرفق واللين، صارت مضرب الأمثال وأغنية الأجيال..فهل لنا من أثرهم نصيب.؟

ولله در القائل:"إذا كان هناك من يعق والديه بالجفاء..فهناك أيضًا من يعق الإسلام بسوء فهمه وسوء تطبيقه.."