المنظومة السياسية للدولة الوطنية والاحتجاجات الشعبية
يتعرض الكتاب الى حزمة من التغيرات الدولية والوطنية التي أفرزها الطور المعولم من التوسع الرأسمالي منها استحالت تصدير الديمقراطية السياسية عبر الغزو الخارجي والإطاحة بالنظم السياسية ومنها عدم إمكانية حل النزاعات الاجتماعية الوطنية عبر العنف المبارك خارجيا ومنها ان المصالح الاستراتيجية الدولية باتت شريكا فاعلا في النزاعات الوطنية .
ان بلوغ حركة رأس المال طورها المعولم اعاد ترتيب القوى الأساسية الناشطة في التشكيلات الاجتماعية حيث شهدت القوى الديمقراطية والعلمانية تراجعا ملحوضاً في فعاليتها السياسية بسبب سياسة التهميش والإقصاء الاجتماعي التي مهدت بدورها الى نهوض قوى الإسلام السياسي التي تترابط برامجه السياسية والاقتصادية مع استراتيجية رأسمال المعولم الامر الذي دفع الدول الرأسمالية الكبرى الى إعادة صياغة تحالفاتها مع القوى السياسية العربية استنادا الى طبيعة برامجها الاقتصادية والسياسية .
ان التغيرات الجديدة التي احدثها الطور المعولم من التوسع الرأسمالي قادت الى تخريب الدول الوطنية ومهدت الطريق أمام دول الخليج العربية المتحالفة مع الرأسمال الدولي الى لعب دور فاعل في السياسية الإقليمية من خلال استحواذها على المؤسسات الإقليمية فضلا عن رعايتها للإسلام السياسي المتطرف والمتسلح بروح تكفيرية .
ان السمات المعاصرة لحركة رأس المال رغم أثارها التخريبية لن تستمر طويلا بل يمكن القول عنها إنها مرحلة انتقالية تفضي الى إعادة الفعالية للقوى الديمقراطية فضلا عن تطور مواقع الدول الوطنية بسبب نهوض مراكز رأسمالية جديدة تسعى الى إرساء العلاقات الدولية على قاعدة احترام القانون الدولي وتوازن مصالح دوله الوطنية .