كن مستحقا لإنسانيتك

كل إنسان يتميز فى الحياة بما اختصه الله به ليكون .. فلا تحاول أن تكونه لأنك لو حاولت ذلك ستدخل أبوابًا تقودك إلى الانفصال عن سويتك وفطرتك .. والتى ارتبطت فى كل إنسان بنسب تكامله فى التكوين التى اختصه الله بها .. ليكون مكافئًا فى الوجود للجميع متفردًا بذاتيته التى تحمل بصمة وجوده الخاص بين كل البشر .. وفى داخل هذا المناخ الغنى بالوجود الإنسانى المتكافئ فى التكوين والمتباين فى القدرات .. ومع هذا السباق الصامت فى إثبات الوجود بين الجميع يصبح ضروريًّا أن نتمسك بإنسانيتنا التى أتاحت لنا كل السبل إلى الصواب وأعطتنا كل القدرات للوصول إليه وهذا ليس بالأمر اليسير أو بتلك التلقائية المتاحة .. ولكنه جهاد بالغ القسوة والرشد والإيمان لا تستطيعه إلَّا النفس الراضية المطمئنة والتى لن تكون كذلك إلَّا إذا كانت تأخذ مناهج حياتها من تعاليم السماء والتى هى أعلم منها بها وبكل ما حولها وبكل ما سيأتيها .. إن أول التزام بمنهج السماء هو ألا نبدِّد قدراتنا التى وهبتها لنا .. فى شر أو سوء أو إفساد فى الأرض .. وأن نترك لعدالة السماء أن تحكم بيننا وأن ندفع بالتى هى أحسن وأن نصبر لحكم الله .. وأن نستبق الخيرات وأن نكون من المحسنين وأن نعفو ونصفح الصفح الجميل .. وأن نكون عونًا ويد ممتدة بالخير .. من هنا ومن هنا فقط تستطيع أن تدرك الصواب وتتواجد على الطريق الصحيح الذى يقودك إلى الهدى وتكون أهلًا لنعمة الله فيك وأهلًا للأمانة ومستحقًّا لإنسانيتك.