عذاب الرحيل
في حياة كل منا راحلون ..
هناك من رحل رغما عنه وعنا، فخلدنا ذكراهم وسكنوا قلوبنا، وتجاوزنا عن هفواتهم، ولم يبقَ لنا إلا الدعاء لهم وتذكّر موقف يرسم الابتسامة على وجوهنا.
وهناك من رحل رغبة منا في ذلك، ولم نتذكر لهم سوى هفواتهم، وكلما تذكرناهم عقدنا وجهنا وغابت الابتسامة عنه.
وهناك من رحل رغمًا عنا ولكن بقي في القلب.. فرَّقتنا ظروفنا وبقينا على قيد الحياة، وكلما تذكرناهم انسابت دمعة رقيقة على خدودنا ولاحت الابتسامة على وجوهنا في نفس الوقت، هؤلاء من سكنوا القلوب ولم تراهم الأعين.
ومهما كان سبب الرحيل فإن لكل منا غرفة مظلمة في قلبه يخبئ فيها عذابه..
لتلك الغرفة أكتب فأيًّا كان نوع الرحيل او من رحلوا لا يبقى منه إلا عذاب الرحيل.